تقارير

سفينة «ميكينو» تقترب من شواطئ غزة لأول مرة منذ أكثر من عقدين

في تطور دراماتيكي يُعد الأبرز منذ فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة قبل أكثر من عقدين، أعلن أسطول الصمود العالمي عن اقتراب إحدى سفنه الرئيسية من الشواطئ الفلسطينية، مما يثير تساؤلات حول إمكانية كسر الحصار بشكل جزئي لأول مرة في تاريخ الحملات الإنسانية.

وفقًا لآخر التحديثات الصادرة عن اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، التابعة للأسطول، فإن السفينة “ميكينو” قد سُجلت على مواقع التتبع البحرية داخل المياه الإقليمية الفلسطينية، على بعد 8 أميال بحرية فقط من شواطئ دير البلح صباح اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025.

هذا الاقتراب، الذي وُصف بأنه “حدث غير مسبوق”، يمثل إنجازًا رمزيًا هائلًا، إذ لم تتمكن أي سفينة من حملات كسر الحصار السابقة من الوصول إلى هذه النقطة الحساسة منذ بدء الحصار في عام 2007.

أصدر الأسطول بيانًا رسميًا عبر صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي، يفصل فيه الوضع الحالي للسفن المتبقية بعد سلسلة من الاعتراضات الإسرائيلية المتتالية. ومن أصل أربع سفن كانت لا تزال في المياه المتوسطية، انسحبت سفينتان مخصصتان للدعم اللوجستي والتقني، تاركتين التركيز على المهمة الرئيسية.

أما السفينة “مارينيت”، التي تحمل مساعدات إنسانية ونشطاء دوليين، فهي ما زالت في طريقها نحو غزة، لكنها تعاني من تأخير كبير بسبب أعطال فنية أدت إلى انضمامها المتأخر إلى الأسطول الأساسي، مما يجعلها الآن على مسافة بعيدة نسبيًا عن الهدف. ويؤكد الأسطول أن “مارينيت” تواصل إبحارها بثبات، رغم التحديات اللوجستية، في محاولة للانضمام إلى الجهود النهائية.

بالنسبة لـ”ميكينو”، التي تحمل أكثر من 50 ناشطًا ومساعدات طبية وغذائية، فإن ظهورها على شاشات التتبع البحرية يثير جدلًا واسعًا.

أوضح البيان أن التنظيم لم يتمكن بعد من التأكد من طبيعة هذا الاقتراب: هل يمثل وصولًا حقيقيًا وتوقفًا مؤقتًا قرب الشاطئ، أم أنه ناتج عن خطأ تقني في أنظمة التتبع، أو ربما نتيجة لاقتياد إسرائيلي سري بعد اعتراضها؟ في حال ثبت الوصول الفعلي، سيُسجل هذا الحدث كإنجاز استثنائي في سجل الأسطول، الذي نجح بالفعل في الوصول إلى مناطق بحرية لم تشهدها حملات سابقة، مما يعزز من رسالة الأمل في إمكانية تحدي الحصار الإسرائيلي.

وأضاف التنظيم إن هذا التقدم “يبعث برسالة قوية للعالم بأن الحصار ليس حصنًا منيعًا، وأن الإصرار الدولي قادر على فتح ثغرات فيه”.

ومع ذلك، يأتي هذا التطور وسط حملة إسرائيلية شرسة لإيقاف الأسطول بأكمله. أفاد التنظيم بتأكيد اعتراض وقرصنة 22 سفينة من إجمالي الأسطول الذي انطلق من موانئ أوروبية متعددة قبل أسابيع، مع تقديرات بأن 19 سفينة أخرى قد تعرضت لنفس المصير دون إعلان فوري.

من بين السفن التي تم الإعلان عن اعتراضها: “سيروس”، “أدارا”، “ألما”، “أوتاريا”، “أورورا”، “مالي (دير ياسين)”، “هيوفا”، “مورغانا”، “يولارا”، “غراندي بلو”، “سباكترا”، “هيو”، “سوي”، “جونوت”، “محمد بحر”، “أكسيجونو”، “كارما”، “فلوريدا”، “أوول إين”، و”كابتن نيكوس”.

هذه السفن كانت تحمل آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية والأغذية والمعدات الطبية، بالإضافة إلى مئات النشطاء من أكثر من 20 دولة. ووصف النشطاء عمليات الاعتراض بأنها “قرصنة بحرية”، مع تقارير عن اعتقال الطواقم ومصادرة الشحنات دون مبرر قانوني.

أثار الحدث ردود فعل دولية واسعة، حيث أدانت منظمات حقوقية ودول عدة التصعيد الإسرائيلي. في هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا أن بلاده تتابع عن كثب احتجاز مواطنين كويتيين مشاركين في الأسطول، مؤكدًا أن الوزارة تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لضمان سلامتهم وإطلاق سراحهم في أسرع وقت ممكن، مشددًا على أن “سلامة المواطنين أولوية قصوى”.

كما نفت الجهات الإسرائيلية الرسمية، عبر هيئة البث الرسمي، أي نجاح لـ”ميكينو” في كسر الحصار، معتبرةً أن أي تقارير عن ذلك “مضللة”، وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش يسيطر على الوضع بالكامل في المنطقة.

يُذكر أن أسطول الصمود العالمي انطلق في حملة هذا العام من موانئ في اليونان وإسبانيا وإيطاليا، بهدف إيصال مساعدات إلى غزة وسط تفاقم الأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب المستمرة.

وقبل أيام قليلة، كان الأسطول على بعد 800 كيلومتر من غزة بعد مغادرة جزيرة كريت اليونانية، لكنه واجه سلسلة من التحديات البحرية والسياسية.

ويستمر التنظيم في متابعة التطورات عبر أنظمة التتبع، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل لضمان حرية الملاحة وحماية المهمة الإنسانية.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى