أخبار عربية

إعلام عبري يعلن إكمال التطويق والإخلاء بحلول 6 أكتوبر وتهديدات بتدمير المدينة

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية اليوم الخميس، نقلاً عن مسؤولة في الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي، عن تقديرات رسمية تفيد بأن عملية تطويق مدينة غزة واحتلالها كاملاً، مع إجلاء سكانها بالكامل، ستنتهي بحلول السادس من أكتوبر المقبل.

وتأتي هذه الخطة كجزء من عملية “عربات جدعون 2” التي أطلقتها إسرائيل في أغسطس الماضي، وتهدف إلى السيطرة العملياتية على المدينة، آخر معاقل حركة حماس الكبرى، مع التركيز على تدمير البنية التحتية العسكرية للحركة، بما في ذلك الأنفاق والمراكز القيادية.

وتقدر الاستخبارات الإسرائيلية وجود نحو 7500 مقاتل مسلحين داخل المدينة، مما يجعل العملية معقدة وطويلة الأمد، حيث يُتوقع أن تستغرق السيطرة الكاملة حوالي ستة أشهر، مع إعطاء الأولوية لسلامة القوات الإسرائيلية على حساب السرعة.

في سياق متصل، أفادت مصادر فلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي أغلق جميع خطوط الاتصالات في مدينة غزة بشكل كامل، مما يعزل السكان عن العالم الخارجي ويزيد من صعوبة التواصل مع المنظمات الإنسانية.

تقدم للآليات العسكرية الإسرائيلية في المناطق الشمالية الغربية من المدينة، مع استخدام روبوتات مفخخة لتفجير أهداف مشتبهة في شمال القطاع، في محاولة لتقليل الخسائر البشرية بين الجنود.

هذه التحركات تأتي بعد أسابيع من الإنذارات المتكررة لسكان المدينة بالإخلاء الفوري نحو “مناطق إنسانية” في جنوب غزة، عبر محور الرشيد، حيث يُقدر أن 40% من السكان قد غادروا المدينة بالفعل، بينما يُقال إن 350 ألف آخرين نزحوا داخلياً، و175 ألفاً توجهوا جنوباً، وفقاً لتقديرات حماس والأمم المتحدة.

أما على الصعيد الإنساني، فقد سجلت مصادر طبية في غزة مقتل 99 فلسطينياً جراء غارات إسرائيلية مكثفة على مدار الـ24 ساعة الماضية، بما في ذلك 77 ضحية في المناطق الشمالية.

واستهدفت الهجمات خيام النازحين، المنازل السكنية، الأبراج الشاهقة، وتجمعات المدنيين المنتظرين للمساعدات الإغاثية، مما أثار مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية.

ويُقدر إجمالي الضحايا في الحرب الإسرائيلية على غزة، التي اندلعت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، بأكثر من 64,964 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لأرقام وزارة الصحة في غزة التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

كما أدى القصف المستمر إلى تحويل معظم أحياء المدينة إلى أنقاض، مع تدمير واسع للبنى التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمساجد، مما جعل أجزاء كبيرة من القطاع غير صالحة للسكن.

شهد التصعيد الأخير تصريحات حادة من وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي هدد حماس بـ”تصعيد أكبر” إذا لم تستجب لشروط إسرائيل، مشدداً في بيان ألقاه أمس الأربعاء: “إذا لم تفرج حماس عن الرهائن وتتجرد من سلاحها، فإن غزة ستُدمّر وتتحول إلى نصب تذكاري لمرتكبي الاغتصاب والقتل من حماس”.

وأضاف كاتس، في تغريدة على منصة “إكس”: “غزة تحترق”، مشيراً إلى الضربات الجوية الواسعة التي دمرت مئات المباني في المدينة، بما في ذلك “أبراج الإرهاب” المستخدمة للرصد والقنص.

ويأتي هذا التهديد في أعقاب إخفاق مفاوضات وقف إطلاق النار المتوسطة من قطر، حيث أسفر ضربة إسرائيلية في الدوحة الأسبوع الماضي عن مقتل خمسة من قيادات حماس، مما أثار غضباً دولياً ودعوات لمحاسبة نتنياهو.

من جانبها، وصفت حركة حماس توسيع العمليات الإسرائيلية بأنها “فصل جديد من فصول حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهج”، مؤكدة استعدادها للدفاع عن المدينة ورفضها الاستسلام دون إنهاء الحرب الكامل وانسحاب القوات الإسرائيلية.

وتستمر التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة، حيث أكدت لجنة الأمم المتحدة أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة، مطالبة بوقف فوري للعمليات. كما حذرت منظمة “التصنيف المتكامل لأوضاع الأمن الغذائي” (IPC) من مجاعة شاملة في المدينة بسبب الحصار والقصف، مع تسجيل ثلاث وفيات بسبب الجوع والسوء التغذية في اليوم الماضي وحده.

تُعد هذه العملية البرية الواسعة النطاق، التي تشمل ستة فرق عسكرية إسرائيلية، امتداداً لجهود إسرائيل للسيطرة على 65% من القطاع، رغم الخسائر الثقيلة في صفوف الجيش، حيث يُقدر عدد القتلى والمصابين بأكثر من 15 ألف جندي منذ بداية الحرب.

وفي الوقت نفسه، يستمر الضغط الدولي، مع دعوات من 24 دولة لإسرائيل بتسهيل دخول المساعدات غير المقيدة، وسط مخاوف من أن الإخلاء القسري لمليون نسمة من سكان المدينة سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى