بريطانيا تستعد للاعتراف بدولة فلسطين بعد زيارة ترامب: خطوة تاريخية وسط ضغوط دولية

تستعد المملكة المتحدة لإعلان اعترافها الرسمي بدولة فلسطين بنهاية هذا الأسبوع، وفقاً لما نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية يوم الأربعاء، في خطوة دبلوماسية بارزة تأتي عقب انتهاء الزيارة الرسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بريطانيا.
ومن المقرر أن يعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هذا القرار بعد المؤتمر الصحفي المشترك مع ترامب اليوم الخميس، لتجنب تداخل هذا الملف الحساس مع محادثات الزيارة الثنائية.
كان ستارمر قد ألمح في يوليو الماضي إلى نية لندن اتخاذ هذه الخطوة، مشروطة بتقدم إسرائيل في تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب المستمرة مع حركة حماس منذ أكتوبر 2023.
ويأتي هذا القرار وسط ضغوط متزايدة داخل حزب العمال، حيث يدعم ثلث أعضاء الحكومة هذا التوجه، إلى جانب توقيع أكثر من 130 نائباً من الحزب على رسالة تطالب بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين، مؤكدين التزام المملكة المتحدة بسياسة “حل الدولتين” كأساس لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
تتزامن هذه الخطوة مع إعلان دول غربية أخرى، مثل فرنسا وكندا وأستراليا، نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة بين 9 و23 سبتمبر.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن في يوليو الماضي أن باريس ستصدر اعترافاً مماثلاً، مما شجع أكثر من 12 دولة غربية على تبني موقف مشابه.
كما ترأست السعودية وفرنسا في يونيو الماضي مؤتمراً دولياً حول حل الدولتين، حيث تم التأكيد على ضرورة تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وإدانة سياسات التجويع والحصار في غزة، وسط دعم عالمي واسع.
من جهته، أعرب الرئيس ترامب في يوليو الماضي عن عدم ممانعته للاعتراف البريطاني بدولة فلسطين، لكن الولايات المتحدة أوضحت لاحقاً معارضتها لمثل هذه الخطوات من حلفائها الأوروبيين.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي يرافق ترامب في زيارته إلى لندن، أن الاعتراف بدولة فلسطين قد يعيق مفاوضات السلام ويجعلها “أقل احتمالاً”، محذراً من أن هذه الخطوة قد تثير “رد فعل مضاد” من إسرائيل، التي تعتبر الاعتراف بفلسطين “مكافأة لحماس”، خاصة في ظل استمرار الصراع العسكري في غزة.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه غزة تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً مكثفاً، حيث أعلنت إسرائيل خططاً لتطويق المدينة بالكامل وإجلاء سكانها بحلول 6 أكتوبر، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية.
وتظل بريطانيا، التي دعمت تاريخياً حل الدولتين، حريصة على أن يكون الاعتراف بدولة فلسطين جزءاً من عملية تفاوضية، لكن الضغوط الداخلية والدولية دفعتها نحو اتخاذ هذه الخطوة في توقيت حساس قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.