أخبار عربية

الملك عبدالله: مواجهة الخطر الإسرائيلي تتطلب وحدة عربية وإسلامية حاسمة

خطاب الملك عبدالله الثاني أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة لم يكن مجرد كلمات بروتوكولية، بل أشبه بجرس إنذار يدق في لحظة مفصلية؛ إذ وضع العرب والمسلمين أمام مسؤولية تاريخية: إما أن يتحولوا إلى قوة فاعلة تردع إسرائيل، أو أن يظلوا أسرى بيانات الشجب التي لا توقف حربًا ولا تحمي وطنًا.

في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة، لم يكتفِ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالدعوة إلى موقف تضامني تقليدي، بل وجّه إنذارًا صريحًا حول خطورة المرحلة، مؤكدًا أن الهجوم الإسرائيلي على قطر كشف بوضوح أن “التهديد الإسرائيلي بلا سقف” وأنه بات يتجاوز حدود فلسطين إلى قلب العواصم العربية.

اقرأ أيضًا: قمة عربية إسلامية في الدوحة لبحث الرد على الهجوم الإسرائيلي

خطاب الملك عبدالله حمل أكثر من رسالة؛ الأولى تحذير من استمرار “تطبيع الصمت الدولي” مع تجاوزات إسرائيل، والثانية دعوة مباشرة إلى بلورة أدوات جديدة للعمل العربي والإسلامي المشترك، بحيث لا تبقى مجرد بيانات شجب، بل تتحول إلى قرارات رادعة تحمي الأمن القومي العربي والإسلامي.

وبلغة واضحة لا تحتمل التأويل، اعتبر الملك العدوان على قطر خرقًا سافرًا للقانون الدولي وتصعيدًا خطيرًا يقود المنطقة نحو مزيد من الفوضى، مؤكدًا أن “أمن الدوحة من أمن عمّان، واستقرارها من استقرار المنطقة بأسرها”، في إشارة إلى أن أي اعتداء على دولة عربية أو إسلامية يجب أن يُواجَه باعتباره تهديدًا جماعيًا.

اللافت في خطاب جلالته أنه لم يضع العدوان الأخير بمعزل عن سياقه الأوسع، بل ربطه بالحرب المستمرة على غزة منذ عامين، وبالتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، وبالتهديدات لأمن لبنان وسوريا، في تحليل يوضح أن إسرائيل تتحرك وفق مشروع توسعي لا يوقفه سوى ضغط عربي وإسلامي حقيقي مدعوم بإرادة دولية.

اقرأ أيضًا: السيسي: إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء وتهدد استقرار المنطقة

ولعل أبرز ما ختم به الملك عبدالله الثاني خطابه هو التأكيد على أن القمة لا يمكن أن تكتفي بالشعارات، بل عليها أن تخرج بقرارات “عملية وملموسة” توقف الحرب على غزة، تمنع تهجير الفلسطينيين، وتحمي القدس ومقدساتها، لتبقى الرسالة الأوضح: المعركة مع إسرائيل لم تعد معركة حدودية، بل معركة وجود وهوية ومصير مشترك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى