أخبار عربيةأخبار مصر

الرئيس السيسي يصل الدوحة للمشاركة في القمة العربية الإسلامية

في خطوة تعكس الدعم الثابت للعلاقات الإقليمية، وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة القطرية الدوحة صباح اليوم، الاثنين 15 سبتمبر 2025، ليشارك في أعمال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية.

وتأتي هذه القمة في سياق التصعيد الإقليمي المتسارع، حيث تهدف إلى مناقشة التبعات الخطيرة للهجوم الإسرائيلي الذي وقع على الدوحة مساء الثلاثاء الماضي، 9 سبتمبر 2025، والذي أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات، واستهدف بشكل مباشر مقرات تابعة لحركة حماس في العاصمة القطرية.

أعلنت الرئاسة المصرية، عبر المتحدث الرسمي السفير محمد الشناوي، أن هذه الزيارة تأتي لتأكيد التضامن الكامل من مصر مع الشعب والحكومة القطرية في وجه هذا الانتهاك الجسيم للسيادة الوطنية.

ووصفت الرئاسة الهجوم بأنه “عدوان صارخ يهدد الاستقرار الإقليمي ويخالف مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، مشددة على أن مشاركة السيسي شخصيًا في القمة تُجسد التزام القاهرة بتعزيز الوحدة العربية والإسلامية لمواجهة مثل هذه التحديات.

خلفية القمة وجدول أعمالها

أعلنت وزارة الخارجية القطرية في 11 سبتمبر 2025 عن استضافة الدوحة لهذه القمة الطارئة، التي تعقد يومي الأحد 14 والاثنين 15 سبتمبر، بدعوة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وسبقتها جلسة تحضيرية لوزراء الخارجية العرب والإسلاميين يوم الأحد، حيث شارك فيها وزير الخارجية المصري د. بدر عبد العاطي، لتنسيق المواقف وصياغة الإجراءات المشتركة.

من المتوقع أن تشهد القمة مشاركة واسعة من قادة وممثلي الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك رؤساء دول ووزراء خارجية، لصياغة رد موحد يشمل خيارات دبلوماسية وسياسية، مع التركيز على محاسبة الجانب الإسرائيلي دوليًا.

الهدف الرئيسي للقمة هو تقييم تداعيات الهجوم الإسرائيلي، الذي وصفته الدوحة بـ”إرهاب الدولة”، ومناقشة آليات الرد الجماعي للحفاظ على الأمن الإقليمي.

كما أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن المناقشات ستتناول أيضًا الدعم للقضية الفلسطينية، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، مع الدعوة إلى تدخل دولي لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، أعرب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن غضب شديد تجاه الهجوم، مؤكدًا أن القمة ستحدد مسار الرد دون فرض خيارات محددة على الشركاء، لكنها ستعزز الجهود المشتركة لمحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 دور مصر وكلمة الرئيس السيسي

خلال القمة، سيُلقي الرئيس السيسي كلمة رسمية تمثل موقف مصر، حيث سيستعرض رؤية القاهرة للتطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، مع التأكيد على أهمية التنسيق العربي الإسلامي لتحقيق الاستقرار.

وفقًا للمتحدث الرسمي، ستشمل الكلمة دعوات لتعزيز الجهود الدبلوماسية المصرية في تقريب وجهات النظر، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى التنسيق مع القوى الدولية لوقف التصعيد.

كما أبرزت الرئاسة أن مصر تمتلك خبرة واسعة في هذا المجال، مما يجعل دورها محوريًا في نجاح القمة وإصدار قرارات عملية.

على هامش الاجتماعات، من المقرر أن يجري السيسي لقاءات ثنائية مع قادة مشاركين، لتعزيز التعاون الثنائي والإقليمي، خاصة في مجالات الأمن والتنمية. وفي سياق متصل، وجهت مصر تحذيرًا رسميًا إلى الولايات المتحدة من “عواقب وخيمة” إذا امتدت الاعتداءات الإسرائيلية إلى أراضيها، مشددة على رفض أي انتهاك لسيادتها.

 التبعات الإقليمية والدولية

أثار الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، الذي استهدف قيادات في حماس، موجة من الإدانات الدولية، حيث أعربت دول ومنظمات إقليمية عن تضامنها مع قطر، معتبرة الحادث “انتهاكًا للسيادة وتهديدًا للاستقرار”.

وأكدت قطر أنها ستعمل مع شركائها لمحاسبة الجانب الإسرائيلي، مع التركيز على منع امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية كمخاطرة إقليمية.

حتى الآن، لم تصدر جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي بيانًا رسميًا بشأن القمة، لكن التوقعات تشير إلى إصدار بيان نهائي يدعو إلى تحركات جماعية.

تُعد هذه القمة خطوة حاسمة في مواجهة التوترات المتزايدة، وتؤكد على أهمية الوحدة العربية الإسلامية في حماية السيادة والأمن المشترك، وسط مخاوف من تصعيد إضافي قد يؤثر على الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاعات في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى