تقارير

الصين تحذر الفلبين من التصعيد في بحر الصين الجنوبي وسط توترات مستمرة

أعلنت القيادة الجنوبية للجيش الصيني يوم الأحد 14 سبتمبر 2025 أنها أجرت دوريات روتينية في بحر الصين الجنوبي، محذرة الفلبين من أي أعمال استفزازية قد تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة.

يأتي هذا التحذير في ظل نزاع بحري طويل الأمد بين البلدين في هذا الممر المائي الاستراتيجي، حيث شهدت المنطقة مؤخرًا مواجهات متكررة بين سفن خفر السواحل ومناورات عسكرية واسعة النطاق.

وأكد المتحدث باسم القيادة الجنوبية، العقيد تيان جونلي، أن على الفلبين التوقف فورًا عن “الأعمال الاستفزازية” و”تصعيد التوترات” في بحر الصين الجنوبي.

واتهم مانيلا بمحاولة إشراك قوى خارجية، في إشارة إلى الولايات المتحدة واليابان، معتبرًا أن هذه الجهود “محكوم عليها بالفشل”.

وأضاف أن أي محاولات لإثارة الاضطرابات أو زعزعة الاستقرار في المنطقة لن تنجح، مشددًا على أن الدوريات الصينية تهدف إلى حماية السيادة الوطنية وفقًا للقانون.

 خلفية النزاع

يعد بحر الصين الجنوبي منطقة حساسة، حيث تطالب الصين بسيادة شبه كاملة على المياه التي تمر عبرها تجارة عالمية سنوية تتجاوز قيمتها 3 تريليونات دولار

وتتداخل هذه المطالبات مع حقوق الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان في المنطقة. شهدت السنوات الأخيرة تصاعد التوترات، بما في ذلك تصادم سفن صينية وفلبينية بالقرب من مياه شالة سكاربورو (هوانغيان داو بالنسبة للصين) في أغسطس 2025، خلال مهمة إمداد فلبينية.

المناورات العسكرية المشتركة

تأتي هذه التطورات بعد مناورات بحرية ثلاثية أجرتها الولايات المتحدة واليابان والفلبين في الفترة من 11 إلى 13 سبتمبر 2025 ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين.

ركزت هذه التدريبات على تعزيز التعاون الإقليمي، ومكافحة الغواصات، وضمان حرية الملاحة بموجب القانون الدولي، وفقًا لبيان قيادة المحيطين الهندي والهادئ الأمريكية. وأكدت الولايات المتحدة التزامها بحرية الملاحة ودعم حقوق الدول في المنطقة.

 ردود الفعل الدولية:

– الولايات المتحدة: أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الجمعة عن دعم بلاده للفلبين، رافضًا ما وصفه بـ”الخطط المزعزعة للاستقرار” التي تتبعها الصين في المنطقة، خاصة حول مياه شالة توماس الثانية (رين آي جياو). وأشار إلى التزام الولايات المتحدة بمعاهدة الدفاع المشترك مع الفلبين لعام 1951.

– الفلبين: لم تصدر القوات المسلحة الفلبينية أو السفارة في بكين تعليقًا فوريًا، حيث جاءت الاستفسارات خارج ساعات العمل.

– اليابان: لم تقدم تعليقات رسمية خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث شاركت في التدريبات لكنها لم ترد على الاستفسارات.

– دول أخرى: لم تصدر فيتنام وماليزيا، اللتين لديهما مطالبات متداخلة، تعليقات فورية حول هذا الحدث. وتسعى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) منذ فترة طويلة للتوصل إلى مدونة سلوك مع الصين، لكن التقدم بطيء.

 الأهمية الاستراتيجية:

يبرز هذا الحدث التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مع ارتفاع الإنفاق العسكري عالميًا، مثل استثمار أستراليا بقيمة 15 مليار دولار في بناء غواصات نووية.

ويعكس تصاعد التوترات مخاطر سوء التقدير في منطقة حيوية لسلاسل التوريد العالمية، وطرق الطاقة، ومصايد الأسماك. على الرغم من عدم وقوع اشتباكات مباشرة هذه المرة، إلا أن الحادث يتماشى مع استراتيجيات “المنطقة الرمادية” التي تتبعها الصين لتأكيد هيمنتها دون تصعيد إلى نزاع عسكري كامل.

تأثيرات محتملة:

تشير مناقشات على منصات التواصل الاجتماعي إلى قلق متزايد من احتمال اندلاع صراع، مع آراء منقسمة بين اتهامات للصين بالعدوانية وانتقادات لتدخل الولايات المتحدة.

اقتصاديًا، تؤثر هذه التوترات على الأسواق، حيث تشهد شركات الدفاع مثل رايثيون ارتفاعًا في الطلب على التكنولوجيا العسكرية. ويظل بحر الصين الجنوبي نقطة اشتعال جيوسياسية، حيث يمكن أن تؤدي أي مواجهة إلى تداعيات عالمية واسعة النطاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى