
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، توقيعه على قرار جديد لتوسيع المستوطنات قرب القدس، يشمل خطة الاستيطان المعروفة باسم (إي وان E 1)، التي تؤدي عمليًا إلى تقسيم الضفة الغربية وعزل شمالها عن جنوبها.
وأكد نتنياهو في تصريحات صحافية أن حدود إسرائيل الشرقية ستكون في غور الأردن وليس عند مستوطنة معاليه أدوميم، مشددًا في الوقت ذاته على أن حكومته ستواصل الحرب في غزة حتى “هزيمة حركة حماس بشكل كامل”، مضيفًا: “لن تكون هناك دولة فلسطينية”.
توسيع المستوطنات الإسرائيلية
وردا على هذه التصريحات أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني نعمان توفيق العابد لموقع “داي نيوز” الإخباري أن هذه المنطقة من الناحية الجغرافية – ما إذا تم توسيع المستوطنات بإتجاهها – فهي تفصل مدينة القدس الشرقية أولا عن باقي الضفة الغربية فصلا نهائيا، وتفصل الجنوب من الضفة الغربية أي مدينتي بيت لحم والخليل ومحيطهما عن أيضا الشمال والوسط من الضفة الغربية وهذا ينتج أن هناك فصلا جغرافيا تاما ما بين جنوب الضفة وشمال الضفة، وتصبح الضفة الغربية بداية مقسمة إلى شطرين منفصلين تماما ديمغرافيا وجغرافيا وكذلك في داخل كل قسم هناك العديد من المستوطنات التي تجزئ هذا القسم داخليا، أيضا بوجود مستوطنات وشوارع إلتفافية وحواجز وأبواب حديدية.
وأيضا يتم فصل الشمال من الضفة الغربية فيما بينه بوجود العشرات من المستوطنات الإسرائيلية والشوارع الإلتفافية وكذلك البوابات الحديدية والحواجز العسكرية وكل هذه الإجراءات وبالتالي هذا يؤكد تماما أن إسرائيل ماضية في محاولات تصفية القضية الفلسطينية وعدم إيجاد إمكانية لقيام دولة فلسطينية على أرضها، لأنه لن تكون هناك أرض فلسطينية خالية من الاستيطان الإسرائيلي إلا وجود تجمعات سكانية فلسطينية منعزلة عن بعضها البعض وتسيطر عليها الناحية العسكرية الإسرائيلية وربما إغلاقها بالبوابات الحديدية ويكون تحرك السكان في داخلها وما فيما بينها محدود جدا ومن خلال التصريح التي تسمح به دولة الاحتلال الإسرائيلي.
إسرائيل بلا رادع
وأضاف العابد أن دولة الإحتلال الإسرائيلي تجاوزت كل الحدود الحمراء وتجاوزت كل القوانين والأعراف الدولية وقرارات الأمم المتحدة وبالتالي هي دولة خرجت عن القانون الدولي وأصبحت دولة مارقة وتمارس الإرهاب في المنطقة وفي العالم وهي تقوض الأسس التي أنشأت من أجلها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتحقيق الأمن والسلم، وهذه الدولة من بعد ما تلقت الدعم اللا محدود من قبل دولة ترامب والإدارات الأمريكية السابقة تعرف أنها في منأى من المحاسبة والعقاب وأنها تستطيع أن تفعل مايحلو لها من إعتداءات سواء داخل فلسطين المحتلة أو في خارجها مثل العواصم العربية، وأنها الآن في أوج تنفيذ مخططها سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو في خارج حدود فلسطين التاريخية من خلال الأفكار التي تدعوا إلى توسعة الرقعة وإنشاء دولة إسرائيل الكبرى.
استمرار نزوح الفلسطينيين للجنوب
وأوضح المحلل أن كل ما يقوم به الإحتلال هو إستمرار الإبادة الجماعية لسكان غزة ومن ثم إيلام الشعب الفلسطيني والضغط عليه وإجباره على النزوح إلى أضيق منطقة في الجنوب وذلك بُغيَت الضغط عليهم ومن ثم محاولة تهجيرهم إلى خارج حدود فلسطين التاريخية سواء باتجاه الحدود المصرية الفلسطينية أو إذا ما استطاعوا لذلك سبيلا بموضوع تهجير الفلسطينيين من خلال البحر أو من خلال الجو جبراً، وكل ذلك لتنفيذ مخططات دولة الاحتلال إسرائيل للاستلاء على قطاع غزة والتي تماهت مع مخططات ترامب الذي يريد السيطرة على قطاع غزة و ربما استبدال الاحتلال الإسرائيلي بالاحتلال الأمريكي لتنفيذ مخططات اقتصادية واهمة واستراتيجية يعتقدونها في البحر الأبيض المتوسط وفي منطقة قطاع غزة تحديدا. وايضا هذا يعتبر تهديد إستراتيجي لجمهورية مصر العربية وللمنطقة لأن مخططات التهجير هذه تمس الأمن القومي المصري.
موقف الأمم المتحدة من هذا القرار
وتابع العابد بأن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت في الفترة الأخيرة إفراغ الأمم المتحدة من قدرتها على التدخل في حل النزاعات الدولية وخاصة في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وبالتالي كانت الأمم المتحدة مستهدفة من أمريكا عبر تجميد التمويل وهذه القرارات التي تتطاول على المؤسسة الدولية وحتى على الأمين العام من قبل دولة الإحتلال، وأمريكا أيضا عندما منعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس من المشاركة في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا الشهر وتقييد التحرك للعديد من الوفود، وهذا يعد إعتداء على الأمم المتحدة. وكذلك أنهى الفيتو الأمريكي دور مجلس الأمن في التصدي لما تقوم به دولة الإحتلال الإسرائيلي، وبالتالي أصبح مشلولا وعاجزا أمام الهيمنة الأمريكية.
وأضاف المحلل أن المجلس لم يستطع حتى اتخاذ قرار أو على الأقل يندد بما قامت به دولة الإحتلال الإسرائيلي في دولة قطر ولم يذكر اسمها واكتفى ببيان صحفي، وهذا يدلل على حجم الغطرسة الأمريكية التي ربما منعت المجلس أو حذرته من عدم تقديم شروع قرار، والذي أيضا لم يشير بصراحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي رغم أن إسرائيل اعترفت مباشرة بأنها هي من قامت بهذا الاعتداء، وحتى أنها برأت الولايات المتحدة الأمريكية من مشاركتها أو علمها السابق بهذا الاعتداء.
وأختتم المحلل تصريحاته بقوله: “وكنا نأمل أن يكون هناك قرار من مجلس الأمن واضح على الأقل يندد بما قامت به دولة الاحتلال الإسرائيلي ويتضامن مع قطر وأيضا يضع خطوات ملموسة لوقف اعتداءات دولة الاحتلال الإسرائيلي سواء في قطاع غزة والضفة الغربية أي في فلسطين، وكذلك على دول المنطقة إلا أن بصريح العبارة ما صدر عن مجلس الأمن لا يرتقي لما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي من أفعال مجرمة في المنطقة وفي فلسطين وكان مع أهمية ما صدر من بيانات أو كلمات من معظم المشاركين في الجلسة إلا أن المجلس فشل في إدانة حكومة دولة الاحتلال وفي اتخاذ قرار لما قامت به هذه الدولة وأيضاً لإتخاذ قرار بكيفية ردعها عن تكرار هذا الاعتداء”.