الناتو يسقط طائرات مسيّرة روسية فوق بولندا ويثير مخاوف من اتساع رقعة الحرب في أوروبا

شهدت بولندا ليلةً عصيبة بعدما اخترقت عدة طائرات روسية بدون طيار مجالها الجوي، في حادث اعتبرته وارسو وحلف شمال الأطلسي (الناتو) استفزازًا خطيرًا يهدد بجرّ الحرب الأوكرانية إلى داخل أراضي الحلف.
تفاصيل التوغل
أعلنت السلطات البولندية أن 19 انتهاكًا للمجال الجوي سُجلت خلال سبع ساعات متواصلة بين ليل الثلاثاء وصباح الأربعاء.
تم العثور على تسع مواقع سقوط لبعض الطائرات، بينها أماكن تبعد مئات الكيلومترات عن الحدود مع أوكرانيا.
رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أكد أن هذه ليست أخطاء ملاحية، بل مسار مقصود، مضيفًا أن جزءًا كبيرًا من الطائرات أُطلق من بيلاروسيا، الحليف العسكري الأقرب لروسيا.
رد الناتو
في سابقة هي الأولى من نوعها، أعلن الناتو أن مقاتلاته تدخلت لإسقاط الطائرات الروسية داخل أراضي الحلف.
طائرات F-35 هولندية شاركت إلى جانب الدفاعات البولندية في اعتراض المسيّرات.
المتحدث باسم الناتو شدد: “سندافع عن كل كيلومتر من أراضي الحلف، بما في ذلك أجواؤنا”
الموقف الروسي – البيلاروسي
وزارة الدفاع الروسية نفت استهداف بولندا، مؤكدة أن هجماتها كانت موجهة ضد منشآت عسكرية أوكرانية.
بيلاروسيا حاولت التخفيف من حدة الموقف، وزعمت أن بعض الطائرات خرجت عن مسارها بسبب التشويش، لكنها أبلغت بولندا وليتوانيا بتحركاتها.
التداعيات الدولية
بولندا طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، وما زال تحديد موعده قيد البحث.
الاتحاد الأوروبي وصف الحادث بأنه تصعيد متعمد، فيما حذرت قادته من أن ما جرى “سيغير قواعد اللعبة”.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اعتبر الأمر “سابقة خطيرة للغاية لأوروبا”، داعيًا لرد قوي يردع موسكو.
في المقابل، اكتفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعليق قصير عبر منصته: “ما قصة انتهاك روسيا لأجواء بولندا بالمسيّرات؟!”، على أن يجري لاحقًا اتصالًا مع نظيره البولندي.
خلفية
بولندا سبق أن تعرضت لانتهاكات جوية متكررة منذ 2022، بينها سقوط صواريخ وطائرات مسيّرة داخل أراضيها. لكن هذا الهجوم هو الأوسع منذ بدء الحرب الأوكرانية.
الحادث جاء بعد ثلاثة أيام فقط من أكبر هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بداية الحرب، حيث أطلقت موسكو مئات المسيّرات والصواريخ.
القلق الأوروبي
قادة أوروبيون وخاصة من دول البلطيق (ليتوانيا، لاتفيا، إستونيا) أعربوا عن قلق بالغ، معتبرين أن روسيا تختبر صبر الناتو وحدود استجابته.
في المقابل، يرى خبراء أن الحادث كشف قصورًا في استعداد الحلف لمواجهة سيناريوهات الحرب الممتدة.
حادثة إسقاط الناتو للمسيّرات الروسية فوق بولندا لا تعني اندلاع مواجهة مباشرة مع موسكو، لكنها تشكل أخطر تصعيد منذ سنوات، وتزيد من احتمالية امتداد الحرب الأوكرانية إلى قلب أوروبا إذا لم تُردع روسيا سريعًا.