يواجه التحالف الرباعي (الولايات المتحدة، الهند، اليابان، أستراليا) خطر التصدع مع تزايد التكهنات حول غياب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن القمة المرتقبة في الهند نوفمبر المقبل، ما يثير تساؤلات حول مستقبل هذا التحالف الاستراتيجي في مواجهة النفوذ الصيني بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
تصريحات تثير التوتر
أحدثت تصريحات ترامب الأخيرة، التي زعم فيها تفوق الصين على الهند، موجة من القلق في الأوساط الدبلوماسية، خاصة أن التحالف الرباعي يهدف بالأساس إلى كبح التمدد الصيني. وفي محاولة لتهدئة الأجواء، أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على متانة العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى “علاقات إيجابية” وصداقته الشخصية مع ترامب.
عوائق أمام التعاون
منذ إعادة إحياء التحالف عام 2017، نجح في توسيع نطاقه ليشمل قضايا مثل المناخ، الصحة العامة، التكنولوجيا المتقدمة، والاستجابة للكوارث الطبيعية. لكن سياسات إدارة ترامب الحالية تهدد هذه الإنجازات، حيث تشمل:
– تعيين مسؤولين يشككون في فعالية اللقاحات، مما يعرقل برامج الصحة العالمية.
– تقليص التمويل لمشاريع البنية التحتية رغم موافقات الكونغرس.
– التركيز على الوقود الأحفوري، ما يناقض أهداف التحالف في الطاقة المتجددة.
إنجازات في مهب الريح
حقق التحالف نجاحات بارزة، مثل إطلاق مبادرة مكافحة السرطان، و”صندوق التصدي للأوبئة”، وتعزيز التعاون في البنية التحتية الرقمية. لكن هذه المكتسبات تواجه تحديات مع تبني واشنطن سياسة “أمريكا أولًا” التي قد تعيد التحالف إلى حالة الجمود.
مستقبل التحالف على المحك
تُعد قمة الهند القادمة اختبارًا حاسمًا لتماسك التحالف، خاصة مع غياب توافق بين رؤية ترامب الفردية وسياسات التعاون متعدد الأطراف التي روّج لها الرئيس السابق جو بايدن. في ظل هذه التحديات، يخشى مراقبون أن يعود التحالف إلى فترة التوقف التي شهدها بين 2008 و2017.
