عملية إدلب تفتح باب التساؤلات حول تعاون واشنطن ودمشق في مكافحة الإرهاب بعد مقتل زعيم “داعش”

أثارت عملية إنزال نفذتها قوات التحالف الدولي بالتعاون مع القوات السورية في بلدة أطمة بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، وأسفرت عن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو حفص الهاشمي القرشي، تساؤلات واسعة حول مستقبل التعاون بين واشنطن ودمشق في ملف مكافحة الإرهاب، ورد فعل التنظيم على هذه العملية.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن القرشي، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، ويُعرف بمهندس التفخيخ والمسؤول عن تجنيد المقاتلين الأجانب وتسهيل تحركاتهم داخل سوريا، قُتل برفقة نساء فرنسيات خلال العملية التي نُفذت فجر الأربعاء.
المحلل السياسي السوري وائل علوان رأى أن العملية قد تشكل “فرصة كبيرة لتعاون رسمي بين التحالف الدولي والحكومة السورية”، في ظل انفتاح واشنطن المتزايد على دمشق، وطرح فكرة دمج قوات سوريا الديمقراطية مع القوات الحكومية.
وأكد علوان أن هذا التعاون قد يتطور إلى شراكة كاملة تمنح دمشق شرعية دولية في قيادة ملف مكافحة الإرهاب، وتفتح أمامها باب الحصول على دعم إقليمي ودولي يعزز استقرارها.
العملية أسفرت بالفعل عن مقتل خليفة “داعش” الخامس، لكنه أشار إلى أن الطبيعة اللامركزية للتنظيم تجعله قادرًا على الاستمرار في تنفيذ هجماته عبر خلاياه المنتشرة، خصوصًا في مناطق البادية السورية. وأوضح أن إدلب تُعدّ ملاذًا لعناصر التنظيم، إذ يمكن لخلاياه الخاملة أن تعيد تنظيم صفوفها لتنفيذ عمليات نوعية.
ومن المتوقع أن يسعى داعش إلى الرد على العملية الأخيرة من خلال هجمات انتقامية داخل سوريا، مستغلًا حالة الفوضى السياسية والانقسام الداخلي، وهو ما يشكل تهديدًا مستمرًا للأمن في إدلب ومناطق أخرى.
أما علوان فأكد أن دمشق “لا تخشى من تصاعد العمليات الانتقامية للتنظيم”، مشيرًا إلى أن الحكومة السورية عازمة على اجتثاث خلاياه، مستفيدة من دعم إقليمي ودولي، وضربات متواصلة تمنع داعش من إعادة بناء قدراته.