قمة ألاسكا تجمع ترامب وبوتين وسط ترقب لمصير الحرب في أوكرانيا

من المقرر أن تحتضن ولاية ألاسكا الأمريكية، التي تمثل جسرًا جغرافيًا وتاريخيًا بين الشرق والغرب، قمة مرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، في لقاء يحمل رمزية كبيرة بالنظر إلى تاريخ المنطقة خلال الحرب الباردة، ودورها كموقع استراتيجي يضم قواعد دفاع صاروخي ومحطات رادار.
وستكون هذه أول زيارة لبوتين إلى الولايات المتحدة منذ عام 2015، وأول زيارة لزعيم روسي إلى ألاسكا التي كانت جزءًا من الإمبراطورية الروسية حتى بيعها للولايات المتحدة عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار، وهي صفقة لطالما أثارت الجدل والحنين في روسيا بعد اكتشاف مواردها الغنية.
القمة تأتي بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف على اندلاع الحرب في أوكرانيا، وسط توقعات متباينة بشأن إمكانية أن تسفر عن اتفاق سلام، في ظل تقدم روسي ميداني وصعوبات تواجه القوات الأوكرانية في صد الهجمات الصاروخية والمسيرة.
ويرى محللون أن بوتين يسعى من خلالها لتعزيز مكاسب روسيا الإقليمية، وإبعاد أوكرانيا عن الناتو، ومنع تمركز أي قوات غربية على أراضيها، تمهيدًا لإعادتها تدريجيًا إلى دائرة النفوذ الروسي.
في المقابل، تبدي أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون قلقهم من أن يؤدي اللقاء، في غياب كييف، إلى ضغوط أمريكية تدفعها لتقديم تنازلات لصالح موسكو.
وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن “السلام المستدام لا يمكن أن يكافئ العدوان، وجميع الأراضي المحتلة مؤقتًا هي أراضٍ أوكرانية”
الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، أشار إلى أن ترامب سيسعى لاختبار جدية بوتين، وفي حال أبدى التزامًا حقيقيًا، ستبدأ عملية تفاوضية أوسع بمشاركة أوكرانيا والأوروبيين، أما إذا لم يكن الأمر كذلك فستتوقف المساعي عند هذا الحد.
هذه القمة تحمل رمزية خاصة، ليس فقط بسبب موقعها الجغرافي والتاريخي، بل أيضًا لكونها اختبارًا لقدرة واشنطن وموسكو على كسر الجمود في واحد من أعقد النزاعات الدولية المعاصرة.