بيونغ يانغ: لسنا مهتمين بمبادرات السلام الكورية الجنوبية

أعلنت كوريا الشمالية رسميًا رفضها لأي مبادرات للمصالحة من جانب كوريا الجنوبية، في أول رد فعل من بيونغ يانغ على دعوات الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جيه-ميونغ للحوار.
وقالت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والمسؤولة البارزة في حزب العمال الحاكم، إن بيونغ يانغ “غير مهتمة” بالسياسات أو المقترحات التي تروج لها سول، ووصفتها بأنها لا تستحق حتى التقييم.
وأضافت كيم، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، أن تعهد الرئيس الكوري الجنوبي بالتمسك بالتحالف الأمني مع الولايات المتحدة يكشف أنه لا يختلف عن سلفه، الذي اتبع نهجًا وصفته بـ”المعادي”. وقالت:
إذا كانت كوريا الجنوبية تتوقع أن تُلغى جميع تبعات أفعالها ببضع كلمات عاطفية، فلا يمكن أن يكون هناك خطأ أكبر في التقدير
وشددت على أن الإجراءات الأخيرة من جانب الرئيس لي، مثل وقف الحملات الدعائية عبر مكبرات الصوت ومنع النشطاء من إرسال منشورات إلى الشمال، لا تمثل خطوات جدية نحو المصالحة، بل تراجعًا تكتيكيًا عن “أفعال خبيثة” كان يجب ألا تحدث أصلًا، بحسب تعبيرها.
وختمت كيم يو جونغ حديثها بالقول:
نوضح مجددًا موقفنا الرسمي بأننا، وبصرف النظر عن السياسات التي تعتمدها سول أو المقترحات التي تقدمها، لسنا مهتمين بها ولن نجلس معها على طاولة حوار. لا يوجد ما يمكن مناقشته.”
خلفية سياسية
كان الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه-ميونغ قد تولى منصبه في 4 يونيو 2025، إثر انتخابات مبكرة أعقبت إقالة الرئيس السابق يون سوك يول بعد محاولة فاشلة لفرض الأحكام العرفية.
وفي خطاب تنصيبه، تعهد لي بتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية، مؤكدًا أن “السلام أفضل من الحرب”. ومن بين خطوات التهدئة التي اتخذها:
وقف البث الدعائي المناهض عبر الحدود.
حظر حملات إرسال المنشورات من قبل النشطاء.
غير أن هذه الخطوات لم تُقنع بيونغ يانغ، التي ترى أن الجوهر الحقيقي للسياسات الجنوبية لم يتغير، خاصة في ظل استمرار التنسيق العسكري الوثيق بين سول وواشنطن.
تعقيدات العلاقات
تمر العلاقات بين الكوريتين بمرحلة توتر حاد، تُعد الأسوأ منذ سنوات، في ظل انعدام قنوات الحوار الرسمية، وتصاعد النشاطات العسكرية على جانبي الحدود.
ويُنظر إلى موقف بيونغ يانغ الرافض للحوار على أنه يعكس استراتيجية متشددة في التعامل مع الجنوب، بالتوازي مع تقاربها المتزايد مع كل من روسيا والصين.