فن

وفاة المؤثرة المغربية سلمى بعد عملية لإنقاص الوزن تشعل نقاشًا حول التنمر الإلكتروني

في حادثة مؤلمة أثارت موجة من الحزن والغضب، توفيت صانعة المحتوى المغربية سلمى، المعروفة على منصة “تيك توك” بلقب “زوجة تيبو”، فجر يوم الإثنين 15 يوليو 2025، وذلك بعد خضوعها لعملية جراحية لإنقاص الوزن في إحدى المصحات الخاصة بتركيا.

وفاتها المفاجئة سلطت الضوء مجددًا على الأثر العميق للتنمر الإلكتروني، لا سيما على الصحة النفسية للفتيات والشباب.

من الشهرة إلى المعاناة

سلمى، التي كانت تحظى بمتابعة تتجاوز مليون ونصف شخص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عُرفت بروحها المرحة ومحتواها الترفيهي والعائلي.

لكنها في الفترة الأخيرة كانت هدفًا لحملات تنمر شرسة ركزت على شكل جسدها ووزنها، ما تسبب في تدهور حالتها النفسية بشكل كبير. وجدت نفسها محاصرة بتعليقات جارحة وانتقادات لاذعة، الأمر الذي دفعها إلى اتخاذ قرار إجراء عملية جراحية لتصغير المعدة على أمل تحسين مظهرها والتخلص من الضغوط النفسية المتزايدة.

 تفاصيل العملية والوفاة

العملية، التي أُجريت في تركيا، كانت تهدف إلى إنقاص وزنها من خلال تغيير مسار المعدة. ورغم أنها بدت متفائلة في البداية، تدهورت حالتها الصحية بشكل سريع بعد الجراحة، لتدخل في حالة حرجة، انتهت بوفاتها، كما أعلن زوجها الذي كان يرافقها خلال الرحلة.

صدمة وموجة تعاطف

وفاة سلمى شكّلت صدمة قوية لمتابعيها، وتحوّلت إلى قضية رأي عام في المغرب والعالم العربي. لم تكن مجرد حالة وفاة بسبب مضاعفات طبية، بل جرس إنذار حول أثر الكلمات القاسية والتنمر الذي قد يدفع الأشخاص لاتخاذ قرارات خطيرة تمس حياتهم.

 ردود فعل غاضبة

عدد من الناشطين والمؤثرين عبّروا عن حزنهم وغضبهم من المجتمع الرقمي الذي ساهم، بشكل غير مباشر، في فقدان سلمى. كتب الناشط محمود بن علي رسالة مؤثرة وجّهها إلى المتنمرين:

“أنتم لم تقتلوها مباشرة، لكنكم دفعتموها إلى حافة الموت خطوةً بخطوة، بكلماتكم، بنظراتكم، بضحكاتكم المسمومة. سلمى لم تمت بسبب عملية فاشلة فقط، بل بسبب مجتمع فاشل.”

أما الناشط عثمان الدعكاري فكتب:

“وفاة سلمى ليست مجرد حادث فردي، بل مرآة تعكس مرضًا اجتماعيًا. كل سخرية، كل تعليق لاذع، كل نظرة دونية، قد تكون القشة التي تقتل. لقد دفعتها قسوة الناس إلى قرار مصيري، محاولةً النجاة من تنمر أشد فتكًا من السمنة.”

 دعوات لمحاسبة المتنمرين

رحيل سلمى فجّر نقاشًا واسعًا حول ضرورة مواجهة التنمر الإلكتروني، ومحاسبة المتورطين فيه، والحد من الخطاب السام المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

كما دعت أصوات عدة إلى تعزيز التوعية النفسية، وتوفير الدعم للمؤثرين والمراهقين الذين يواجهون ضغوطًا يومية بسبب معايير جمالية زائفة يفرضها المجتمع الرقمي.

رحلت سلمى، لكن قصتها لن تُنسى. أصبحت رمزًا لصراع الكثيرين مع التنمر والاكتئاب، ورسالة مؤلمة عن خطورة الكلمات التي قد تبدو بسيطة على الشاشات، لكنها تحمل وقعًا ثقيلًا في نفوس من يتلقونها.

وفاة سلمى ليست مجرد مأساة، بل دعوة لمراجعة الذات، وكبح جماح الإساءة والتنمر، قبل أن تقتل ضحايا آخرين في صمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى