“سرايا أنصار السنة”: خطر جهادي جديد يهدد مسار سوريا الانتقالي

تُعد “سرايا أنصار السنة” جماعة سلفية جهادية جديدة ظهرت في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتثير تساؤلات حول ما إذا كانت تمثل تهديدًا جهاديًا جديدًا في المرحلة الانتقالية.
ووفقًا لتقارير صادرة عن مراكز بحثية معنية بدراسة التطرف، فإن الجماعة انشقت عن هيئة تحرير الشام، متهمة إياها بالتخلي عن مشروع “الدولة الإسلامية” والتساهل مع ما تصفه بـ”التهديد النصيري والرافضي”، في إشارة إلى العلويين والشيعة.
خصائص الجماعة ونشاطها
الهيكلية التنظيمية: تعتمد الجماعة هيكلًا عسكريًا لامركزيًا يقوم على خلايا “الذئاب المنفردة”، وهي مجموعات صغيرة تتألف من 5 إلى 12 فردًا، تعمل بسرية تامة وبدون مقر مركزي، ما يصعب من مهمة رصدها وملاحقتها من قبل السلطات الانتقالية.
العمليات المسلحة: تبنت الجماعة ما لا يقل عن 19 عملية استهدفت بالدرجة الأولى العلويين المرتبطين بالنظام السابق، مثل مجزرة أرزة في حماة في فبراير 2025 التي قُتل فيها 12 مدنيًا، إلى جانب هجمات في تلذهب ومناطق أخرى من حماة أدت إلى مقتل 15 شخصًا من قوات الأمن السابقة ومدنيين شيعة.
كما أعلنت عن نيتها استهداف الدروز في السويداء عقب تداول فيديو مسيء للنبي محمد في أبريل 2025.
الأيديولوجيا: تتبنى “سرايا أنصار السنة” خطابًا سلفيًا جهاديًا متشددًا قريبًا في فكره من تنظيم “داعش”، وتُكفّر الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع، وتدعو إلى إقامة دولة إسلامية وفق تصوراتها الخاصة.
ورغم نفيها وجود تنسيق مباشر مع “داعش”، إلا أنها ألمحت إلى إمكانية التعاون المستقبلي، ما يثير مخاوف من تجدد العنف الطائفي.
استراتيجية العمل: تركز الجماعة على ترسيخ نفوذها في المناطق الريفية كمرحلة أولى، قبل التوسع نحو المراكز الحضرية، وهي استراتيجية سبق أن اتبعها تنظيم القاعدة في العراق. وفي مايو 2025، أعلنت وقف نشر تفاصيل عملياتها لأسباب أمنية، غير أن الهجمات استمرت، ما يدل على نشاط مستمر على الأرض.
السياق والتحديات
الفراغ الأمني: استفادت الجماعة من الفراغ الأمني والانقسام السياسي الذي أعقب سقوط النظام، خاصة مع غياب العدالة الانتقالية وتقصير الحكومة الجديدة في ملاحقة مرتكبي الجرائم والانتهاكات من الحقبة السابقة.
التهديد الطائفي: استهداف الجماعة للعلويين والشيعة والدروز، كما في تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق في يونيو 2025، أثار قلق الأقليات الدينية، لاسيما في ظل خطابها التحريضي ضد ما تسميه “فلول الأسد” و”أضرحة المشركين”.
علاقات غامضة: هناك تكهنات بشأن علاقة غير مباشرة تربط الجماعة بأطراف إقليمية معادية للحكومة الانتقالية، إذ يشير بعض المحللين إلى احتمال وجود صلات غير معلنة مع مجموعات ممولة من خارج الحدود، ما يعقد من جهود مكافحة الجماعة ويزيد من التحديات أمام الاستقرار في سوريا ما بعد الأسد.