تقارير

حرب البث: يوتيوب ينتزع الصدارة من نتفليكس في سباق السيطرة على الشاشة

الكاتب الصحفي معتز نادي على فيس بوك

في مشهد إعلامي لم يعد يحتكر فيه أحد الاهتمام، تشتعل المنافسة بين عمالقة البث الرقمي: يوتيوب ونتفليكس. ما بدأ كمنصة فيديوهات قصيرة وترفيهية، تحول اليوم إلى لاعب شرس يزاحم أكبر منتج محتوى مدفوع في العالم على عرش المشاهدة.

الأرقام تحسم الجولة

وفقًا لتقرير حديث صادر عن شركة نيلسن لقياس نسب المشاهدة، حصد يوتيوب خلال مايو الماضي 12.5% من إجمالي ساعات المشاهدة التلفزيونية في الولايات المتحدة، متقدمًا بفارق كبير على نتفليكس التي سجلت 7.5% فقط. بينما اكتفت باقي خدمات البث مثل ديزني وغيرها مجتمعةً بنسبة نحو 5%.

هذا التفوق لم يأتِ فجأة؛ إذ شهدت حصة يوتيوب نموًا مستمرًا خلال العامين الأخيرين، لتتجاوز أخيرًا نتفليكس بفارق بدأ يتسع بوتيرة ثابتة.

استراتيجيتان مختلفتان.. وهدف واحد

رغم سعي الشركتين نحو الاستحواذ على وقت المشاهد، يختلف أسلوب كل منصة جذريًا:

نتفليكس: تعتمد على إنتاج وتمويل محتوى أصلي ضخم من أفلام ومسلسلات ووثائقيات، وتحتفظ بحقوق ملكيته الحصرية.

يوتيوب: يتيح للمستخدمين توليد المحتوى بأنفسهم، ويوزع الأرباح الإعلانية على المبدعين دون تحمل تكاليف إنتاج مباشرة.

هذه المعادلة أنتجت نمطين للتفاعل مع الجمهور: محتوى مركز وعالي الجودة مقابل محتوى متنوع وسهل الوصول.

تصريحات تكشف شدة التوتر

ومع تصاعد المنافسة، لم يخلُ المشهد من تبادل التصريحات الحادة بين قيادات الشركتين:

وصف تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس، يوتيوب بأنه “فريق زراعي” لتدريب المواهب قبل انتقالها إلى نتفليكس، معتبرًا منصته هي من تتحمل “المخاطرة الحقيقية”.

رد نيل موهان، الرئيس التنفيذي ليوتيوب، قائلاً: “من أنا لأقرر كيف يقضي الناس وقتهم؟ هذا الجدل لا يهم المشاهدين بقدر ما يهم التنفيذيين”.

نتفليكس ترخص محتوى يوتيوب

في تطور لافت، بدأت نتفليكس مؤخرًا بترخيص برامج نشأت أساسًا على يوتيوب، مثل السيدة راشيل وبعض برامج الترفيه الشهيرة، وتفيد تقارير أنها تفاوض صناع محتوى كبارًا لجذبهم إلى منصتها.

من الأقوى ماليًا؟

عام 2024 شهد تسجيل يوتيوب إيرادات بلغت 54 مليار دولار، متفوقة على نتفليكس التي حققت 39 مليار دولار. ورغم أن نتفليكس تحتفظ بشفافية أكبر في الإفصاح عن الأرباح التشغيلية (10 مليارات دولار)، إلا أن تقديرات المحللين تشير إلى اقتراب أرباح يوتيوب من 8 مليارات دولار.

أين يذهب الجمهور؟

بحسب نيلسن:

عدد المشاهدين النشطين يوميًا على يوتيوب عبر التلفزيون: 7 ملايين.

على نتفليكس: 4.7 ملايين.

وقت الذروة المسائية: يوتيوب يتقدم مجددًا بـ11.1 مليون مشاهد مقابل 10.7 ملايين لنتفليكس.

الأرقام توضح أن المنافسة أصبحت على اللحظة الذهبية لانتباه الجمهور، وليس فقط عدد الاشتراكات.

في النهاية.. من الرابح؟

في السابق، كان الشعار: “المحتوى هو الملك”. أما اليوم، ومع هذا السباق المحموم، تغيرت القاعدة: “الجمهور هو الملك”.

وبينما تتصارع يوتيوب ونتفليكس بأسلوبين متناقضين، يربح المشاهد خيارات غير مسبوقة، كل ذلك بضغطة زر على جهاز التحكم.

 

(المصدر: نيويورك تايمز)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى