في حدث صادم هز الأوساط السياسية في روسيا، أعلنت لجنة التحقيق الروسية يوم الإثنين 7 يوليو 2025، عن العثور على جثة وزير النقل السابق رومان ستاروفويت داخل سيارته في ضاحية أودينتسوفو بمقاطعة موسكو، مصاباً بطلق ناري.
وأشارت اللجنة إلى أن الفرضية الأولية للوفاة هي الانتحار، مع فتح تحقيق للوقوف على الملابسات الدقيقة للحادث الذي لم يتم تحديد توقيته بدقة بعد.
وجاءت وفاة ستاروفويت، البالغ من العمر 53 عاماً، بعد ساعات قليلة من إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً رئاسياً يقضي بإقالته من منصب وزير النقل، دون توضيح الأسباب وراء هذا القرار المفاجئ.
وأفادت الوثيقة الرسمية المنشورة على موقع الكرملين الإلكتروني أن الإقالة دخلت حيز التنفيذ فور توقيعها، فيما عُين نائب ستاروفويت السابق، أندريه نيكيتين، قائماً بأعمال وزير النقل خلفاً له. واستقبل بوتين نيكيتين في الكرملين لتأكيد التعيين، وفقاً لما أعلنته الرئاسة الروسية.
كان ستاروفويت قد تولى منصب وزير النقل في مايو 2024، بعد أن شغل منصب حاكم مقاطعة كورسك الحدودية بين عامي 2018 و2024، وهي المنطقة التي شهدت توغلاً أوكرانياً خلال الفترة من أغسطس 2024 إلى أبريل 2025.
وتزامنت إقالته مع اضطرابات كبيرة في قطاع النقل الجوي الروسي، حيث أُلغيت مئات الرحلات الجوية في مطارات مثل شيريميتيفو في موسكو وبولكوفو في سانت بطرسبرغ خلال عطلة نهاية الأسبوع، بسبب تهديدات بهجمات أوكرانية بالطائرات المسيرة، وهي هجمات نفتها كييف.
وقال نيكيتين في تصريحات له عقب تعيينه: “أولويتي الأولى ستكون معالجة الأزمة في المطارات”.
وتشير تقارير إعلامية روسية إلى أن إقالة ستاروفويت قد تكون مرتبطة بتحقيقات جارية حول قضايا فساد محتملة تعود إلى فترة توليه حاكماً لمقاطعة كورسك. كما أن وزارة النقل، التي كان يديرها، تشرف على مشاريع بناء وترميم الطرق في الأراضي الأوكرانية المحتلة، وهو قطاع يعاني من انتشار واسع للفساد.
ورغم أن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رفض التأكيد على أن الإقالة نجمت عن “فقدان الثقة”، إلا أن مصادر أشارت إلى أن ستاروفويت كان من المقرر استجوابه مساء الإثنين في قضية تتعلق بالفساد المالي والاختلاس.
وأثارت الحادثة تساؤلات حول الضغوط التي قد تكون واجهت ستاروفويت، خاصة أن التحقيقات الأولية كشفت عن وجود مسدس في مكان الحادث، تم منحه له كجائزة من وزارة الداخلية الروسية في عام 2023.
ويبقى الحادث محاطاً بالغموض، حيث أثارت بعض التقارير شكوكاً حول ما إذا كانت الوفاة انتحاراً بالفعل أم أن هناك عوامل أخرى متورطة، في ظل التوقيت الحساس للإقالة والتحقيقات المتعلقة بالفساد.
