فضل صيام عاشوراء 2025 والأعمال المستحبة فيه وفق السنة النبوية

يترقب المسلمون في مصر والعالم العربي يوم عاشوراء 2025، وهو اليوم العاشر من شهر محرم، الذي يحمل مكانة خاصة في الإسلام لما له من فضل عظيم وأهمية دينية.
يُعد صيام هذا اليوم سنة مؤكدة قولاً وفعلاً عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يُكفر ذنوب سنة كاملة مضت، ويُعتبر فرصة للتقرب إلى الله بالطاعات والأعمال الصالحة.
موعد يوم عاشوراء 2025
أعلنت دار الإفتاء المصرية أن يوم عاشوراء لعام 2025 سيوافق يوم السبت 5 يوليو. وأوضحت أن صيام يوم عاشوراء جائز منفرداً دون صيام يوم قبله (تاسوعاء) أو بعده (الحادي عشر)، لكنه يُستحب أن يُصام مع يوم التاسع أو الحادي عشر لمخالفة اليهود، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قال: «لئن بقيتُ إلى قابل لأصومن التاسع» (رواه مسلم). ومع ذلك، فإن صيام عاشوراء وحده مشروع ومأجور، وليس فرضاً بل سنة مستحبة.
سبب صيام يوم عاشوراء
يعود سبب صيام يوم عاشوراء إلى الحدث التاريخي العظيم الذي شهده هذا اليوم، حيث أنجى الله تعالى نبيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده. فقد شق الله البحر لموسى وقومه لينجوا، ثم أغرق فرعون وجيشه.
وعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم أن اليهود يصومون هذا اليوم شكراً لله، قال: «فأنا أحق بموسى منكم»، فصامه وأمر بصيامه. وهكذا، أصبح صيام عاشوراء سنة نبوية تُحيي ذكرى هذا النصر العظيم.
فضل صيام يوم عاشوراء
يتميز يوم عاشوراء بفضائل عظيمة، أبرزها تكفير ذنوب السنة الماضية، كما ورد في حديث أبي قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» (رواه مسلم).
كما أن الصدقة في هذا اليوم لها أجر عظيم، حيث قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: «من صام عاشوراء فكأنما صام السنة، ومن تصدق فيه فكأنما تصدق بسنة».
ويُعد هذا اليوم من الأيام المباركة التي يتضاعف فيها الأجر، مما يجعله فرصة لتعظيم الحسنات والتقرب إلى الله.
الأعمال المستحبة في يوم عاشوراء
إلى جانب الصيام، هناك أعمال مستحبة أخرى يُنصح بها في يوم عاشوراء لزيادة الأجر والثواب، ومنها:
1. صيام تاسوعاء مع عاشوراء: يُستحب صيام اليوم التاسع (تاسوعاء) أو الحادي عشر مع يوم عاشوراء، لمخالفة اليهود وللاحتياط في تحديد اليوم العاشر.
2. التوسعة على الأهل: من السنن النبوية الجميلة التوسعة على الأهل والفقراء، سواء بتقديم الطعام أو الهدايا، حيث ورد عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه: «من وسّع على عياله في يوم عاشوراء وسّع الله عليه سائر سنته».
3. الدعاء والذكر: يُستحب الإكثار من الدعاء وقراءة القرآن والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، مثل صلة الأرحام والصدقة.
4. إدخال السرور: إدخال السرور على الأهل والمحتاجين من خلال تقديم الحلوى أو الطعام المميز، كما كان يفعل السلف الصالح.
أحاديث نبوية تؤكد فضل عاشوراء
– عن ابن عباس رضي الله عنهما: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم – يوم عاشوراء – وهذا الشهر، يعني رمضان» (رواه البخاري).
– عن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء» (رواه مسلم).
– عن النبي صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» (رواه مسلم).
ملاحظات شرعية
أكدت دار الإفتاء أن صيام يوم عاشوراء جائز حتى لو صادف يوم السبت أو الجمعة، ولا كراهة في ذلك طالما أن النية مرتبطة بسنة عاشوراء وليس بيوم الجمعة أو السبت نفسه.
كما أن الأفضل هو صيام يوم معه يوم قبله أو بعده، لكن صيامه منفرداً يبقى مشروعاً ومأجوراً.
يُعد يوم عاشوراء فرصة ذهبية للمسلمين للتقرب إلى الله بالصيام والأعمال الصالحة، مستلهمين قيم الشكر والصبر والثبات التي يجسدها هذا اليوم العظيم.