إغلاق مصفاة بازان في حيفا حتى سبتمبر 2025 بسبب أضرار الضربة الصاروخية الإيرانية

أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، نقلاً عن صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية، أن شركة “بازان”، المشغلة لأكبر مصفاة نفط في إسرائيل بمنطقة حيفا، لن تستأنف عملياتها قبل سبتمبر 2025 نتيجة الأضرار الجسيمة التي تكبدتها المنشأة جراء هجوم صاروخي إيراني.
وقد استهدف الهجوم، الذي وقع في يونيو 2025، منشآت الشركة الحيوية، مما أدى إلى توقف كامل لعمليات التكرير وإلحاق خسائر كبيرة بالبنية التحتية.
تعد مصفاة “بازان”، الواقعة في خليج حيفا، من أهم المنشآت الاستراتيجية في إسرائيل، حيث تعالج حوالي 197 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، أي ما يعادل حوالي 9.8 ملايين طن سنويًا، وتوفر نحو 70% من احتياجات الوقود المحلية، بما في ذلك البنزين، الديزل، ووقود الطائرات، إضافة إلى تصدير جزء من منتجاتها إلى الأسواق العالمية.
وقد أدى الهجوم الصاروخي الإيراني، الذي نفذ باستخدام صواريخ باليستية وفرط صوتية ضمن عملية “الوعد الصادق 3″، إلى إصابة محطة الطاقة المسؤولة عن إنتاج البخار والكهرباء في المجمع، مما تسبب في حريق كبير أودى بحياة ثلاثة موظفين وألحق أضرارًا بالغة بخطوط الأنابيب والبنية التحتية.
تداعيات الهجوم:
– إغلاق المنشأة: أعلنت شركة “بازان” عن إغلاق جميع مرافق المصفاة والشركات التابعة لها بشكل كامل عقب الهجوم، مع توقعات باستمرار الإغلاق حتى سبتمبر 2025 على الأقل بسبب الحاجة إلى إصلاحات واسعة النطاق.
تسبب الحادث في انخفاض أسهم الشركة بنسبة 2.8% في بورصة تل أبيب، مع تعليق تداول الأسهم مؤقتًا بسبب “عدم وضوح الرؤية” حول حجم الأضرار.
كما أثر الإغلاق على إمدادات الوقود في إسرائيل، حيث تعتمد شركات مثل “سونول” على إنتاج “بازان”، مما دفعها إلى تقليص إمداداتها للعملاء التجاريين.
وصف إلعاد هوخمان، مدير منظمة “المسار الأخضر” البيئية، المصفاة بأنها “كارثة تنتظر الانفجار”، مشيرًا إلى موقعها في قلب منطقة حضرية تضم مئات الآلاف من السكان بالقرب من منازل ومستشفيات ومدارس.
كما أثار الهجوم مخاوف من نقص محتمل في إمدادات الوقود، مما دفع وزارة الطاقة الإسرائيلية إلى وضع خطط طوارئ لتأمين التوزيع عبر استيراد الوقود أو استخدام احتياطيات الطوارئ.
– ردود فعل رسمية: زار وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين ورئيس شركة الكهرباء مئير شبيغلر موقع الحادث لتقييم الأضرار وتحديد أولويات الإصلاحات. وأكد الوزير أن قطاع الطاقة الإسرائيلي قادر على توفير حلول بديلة لضمان استمرارية إمدادات الوقود والكهرباء.
جاء الهجوم الإيراني كرد فعل على تصعيد إسرائيلي استهدف منشآت نووية وعسكرية في إيران، مما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص، بينهم قادة في الحرس الثوري.
وقد استخدمت إيران صواريخ متطورة مثل “فتاح” و”خيبر شكن” في هجماتها، مما يعكس تصعيدًا نوعيًا في الصراع بين الطرفين.
ويُعد استهداف مصفاة “بازان” جزءًا من استراتيجية إيرانية لضرب البنية التحتية الحيوية الإسرائيلية، مما أثار جدلاً واسعًا حول فعالية هذه الضربات وتأثيرها على الاقتصاد الإسرائيلي.
تشير التقارير إلى أن إسرائيل تخطط لإخلاء منشآت “بازان” من خليج حيفا بحلول عام 2030 لأسباب بيئية وأمنية، مع احتمال تأجيل هذا الموعد. وفي ظل الإغلاق الحالي، تعمل الشركة بالتعاون مع شركة الكهرباء الإسرائيلية لاستعادة إمدادات الطاقة وإجراء الإصلاحات اللازمة، لكن التحديات اللوجستية والاقتصادية قد تعيق استئناف العمليات بسرعة.