
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن الولايات المتحدة أبلغت تركيا مسبقًا بنيتها تنفيذ تدخل عسكري محدود ضد إيران، مشيرًا إلى أن بلاده قامت بدور وساطة نشط بهدف احتواء التصعيد ومنع اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
وفي مقابلة تلفزيونية، أوضح فيدان أن واشنطن نفت أي تورط مباشر في الهجوم، وأبلغت أنقرة أنها لا ترغب في رد إيراني، لكنها سترد بقوة في حال تعرضها لهجمات.
وأضاف: “نقلنا هذه الرسالة بشكل مباشر إلى نظرائنا في طهران”، مؤكدًا أن تصريحه يأتي بعد تسرب المعلومات إلى وسائل الإعلام.
ولفت الوزير التركي إلى أن الضربة الأمريكية لم تستهدف منشآت نووية، بل كانت محدودة النطاق، وأن الرد الإيراني جاء متوازنًا.
وقال إن هذا النوع من التبادل المحسوب والتدخل المحدود يُعد نموذجًا نادرًا في تاريخ النزاعات، مشيرًا إلى أن تركيا ظلت على تواصل دائم مع الطرفين بهدف نزع فتيل الأزمة.
وكشف فيدان عن وجود “قنوات تشاور دبلوماسية هادئة” بين واشنطن وطهران، مؤكدًا أن المحادثات التي استضافتها سلطنة عُمان سابقًا يمكن أن تُستأنف. كما عبر عن أمله في أن يتمكن الطرفان من التوصل إلى تفاهم جديد بشأن الملف النووي، عبر اتخاذ خطوات متبادلة لتعزيز الثقة.
وفي معرض تعليقه على تطورات الصراع بين إسرائيل وإيران، قال فيدان إن أنقرة حذرت منذ بداية حرب غزة من أن التوتر قد يمتد إقليميًا.
وأضاف أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة دفعت إيران إلى اتخاذ موقف دفاعي، معتبرًا أن المزاعم الإسرائيلية بشأن تحييد القدرات النووية الإيرانية “مبالغ فيها وتعكس دوافع سياسية داخلية”.
وحول احتمال شن إسرائيل لهجوم جديد، شدد فيدان على أن تركيا تأخذ جميع السيناريوهات بعين الاعتبار، قائلًا: “ندافع عن وطننا بعقولنا وقلوبنا. لا نخشى الموت. ويجب أن نكون مستعدين لأسوأ الاحتمالات. إدارة الدولة تتطلب الجدية، وعلى شعبنا أن يطمئن”.
وفي ملف الحرب الروسية–الأوكرانية، رأى وزير الخارجية التركي أن الحل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال وساطة قوية وإرادة سياسية صادقة من الطرفين، محذرًا في الوقت ذاته من أن هذه العملية ستكون طويلة ومعقدة.