أخبار دولية

واشنطن تطلب من بكين التدخل لمنع طهران من إغلاق مضيق هرمز

في تصعيد جديد للأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، وجه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأحد، دعوة مباشرة إلى الصين للعب دور محوري في منع طهران من تنفيذ تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، وهو أحد أهم الممرات الاستراتيجية لنقل النفط في العالم.

وقال روبيو خلال مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” إن على بكين استخدام نفوذها لدى طهران، نظراً لاعتمادها الكبير على واردات النفط الإيراني المارة عبر المضيق.

وأضاف: “أشجع الحكومة الصينية على التواصل مع إيران بهذا الشأن، لأن أمن إمداداتهم النفطية على المحك”.

ويأتي هذا التصريح بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الإيراني أن بلاده “تحتفظ بكافة الخيارات لحماية سيادتها”، في أعقاب غارات أميركية استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية فجر الأحد.

وقد أحدثت هذه الضربات ردود فعل غاضبة داخل طهران، حيث نقلت وسائل إعلام رسمية أن البرلمان الإيراني صوّت لصالح إغلاق المضيق، رغم أن القرار النهائي لا يزال بيد مجلس الأمن القومي الإيراني.

ويُعد مضيق هرمز شرياناً حيوياً للطاقة، حيث يمر عبره نحو 20 مليون برميل من النفط يومياً، أي ما يعادل خُمس الاستهلاك العالمي، وأي تعطيل لحركة الملاحة فيه قد يُشعل أزمة اقتصادية عالمية.

وقد توقعت بنوك كبرى مثل “غولدمان ساكس” و”جي بي مورغان” أن تقفز أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل في حال استمرار الإغلاق، وهو ما أكدته أيضاً تقارير شركة “رابيدان إنرجي” المتخصصة في استشارات الطاقة.

ويرى روبيو أن خطوة من هذا النوع ستكون “انتحاراً اقتصادياً” لإيران، التي تعتمد على تصدير نفطها، ومعظمه إلى الصين، عبر المضيق ذاته.

ووفق بيانات شركة “كبلر”، بلغت صادرات إيران النفطية في الشهر الماضي 1.84 مليون برميل يومياً، نصفها تقريباً إلى السوق الصينية.

من جهته، قال مات سميث، كبير محللي النفط في “كبلر”، إن أي إغلاق للمضيق سيضر بإيران أكثر من غيرها، حيث سيوقف تدفق النفط الإيراني إلى أكبر عملائها.

وأكد روبيو أن واشنطن تحتفظ بخيارات متعددة للرد على أي محاولة إيرانية لإغلاق الممر المائي. وقال: “إذا أقدمت إيران على هذه الخطوة، فإن العواقب ستكون وخيمة، ليس علينا فقط، بل على الاقتصاد العالمي ككل”، مشيراً إلى أن الرد لن يكون أميركياً فقط، بل قد يشمل أطرافاً دولية أخرى.

يُذكر أن الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في البحرين هو المسؤول عن حماية أمن الملاحة في الخليج، وقد أبدى العديد من المتعاملين في سوق الطاقة ثقة بأن البحرية الأميركية ستتمكن من التصدي لأي محاولة إيرانية بسرعة.

لكن محللين، مثل بوب ماكنالي – مؤسس شركة “رابيدان للطاقة” ومستشار سابق للرئيس جورج بوش الابن – حذروا من أن السوق قد يستهين بطول وتعقيد أي تعطيل قد يحدث، قائلاً إن توقف الشحن قد يمتد لأسابيع وربما شهور، وليس مجرد ساعات كما يتوقع البعض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى