تقارير

تصعيد خطير بين إسرائيل وإيران يهدد بتوسع الصراع مع عمليات إجلاء دولية

تتواصل المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران لليوم الخامس على التوالي، حيث تبادل الطرفان هجمات صاروخية وتهديدات متبادلة، مما أثار مخاوف دولية من تحول الصراع إلى حرب شاملة.

بدأت الاشتباكات يوم الجمعة عندما شنت إسرائيل هجومًا واسعًا على أهداف عسكرية ونووية في إيران، بهدف منعها من تطوير سلاح نووي.

وفي ظل استمرار التصعيد، بدأت عدة دول بإجلاء مواطنيها من البلدين، بينما دعت الولايات المتحدة إلى إخلاء طهران فورًا، وحذرت من تفاقم الوضع.

تفاصيل التصعيد العسكري

فجر الثلاثاء، دوت صافرات الإنذار في مناطق متفرقة بإسرائيل، خاصة في الشمال، بعد رصد الجيش الإسرائيلي لصواريخ أطلقتها إيران.

وبعد فترة وجيزة، سُمح للسكان بالخروج من الملاجئ بعد اعتراض معظم الصواريخ. ووفقًا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أسفرت الهجمات الإيرانية منذ بدء التصعيد عن مقتل 24 شخصًا على الأقل في إسرائيل.

في المقابل، تسببت الضربات الإسرائيلية على إيران، التي استهدفت العاصمة طهران ومناطق أخرى، في مقتل 224 شخصًا وإصابة أكثر من ألف آخرين، بحسب إحصائيات رسمية إيرانية صادرة يوم الأحد.

من بين الأهداف الإسرائيلية، مبنى التلفزيون الوطني الإيراني في طهران، الذي تعرض لهجوم أدى إلى انقطاع البث لفترة وجيزة.

كما أعلن الهلال الأحمر الإيراني مقتل ثلاثة من عناصره أثناء أداء مهامهم في العاصمة يوم الإثنين. وفي رد فعل سريع، أعلن الحرس الثوري الإيراني إطلاق “الدفعة التاسعة” من الهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة، مؤكدًا استمرارها حتى فجر الثلاثاء.

 تصريحات القادة

أكد نتنياهو، في مؤتمر صحفي مساء الإثنين، أن إسرائيل “تعيد تشكيل وجه الشرق الأوسط” من خلال حملتها العسكرية، مشيرًا إلى نجاحها في استهداف قادة عسكريين وأمنيين إيرانيين بارزين.

وتعهد بالقضاء على المزيد من القادة، معتبرًا أن اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قد ينهي الصراع.

كما أشار إلى أن الهجمات كشفت ضعف النظام الإيراني أمام شعبه، وأن إسرائيل تنسق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة بشأن أهدافها العسكرية.

في المقابل، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجمات الإسرائيلية بأنها “ضربة للدبلوماسية”، مؤكدًا خلال محادثات مع نظرائه الأوروبيين أن الولايات المتحدة قادرة على وقف الهجمات “باتصال هاتفي واحد”.

وأعلنت إيران انسحابها من المحادثات النووية مع واشنطن التي كانت مقررة في سلطنة عمان، احتجاجًا على الضربات الإسرائيلية.

 موقف الولايات المتحدة

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه لإسرائيل، واصفًا العمليات العسكرية بأنها “ناجحة جدًا”، لكنه حذر إيران من عواقب وخيمة إذا لم توقع اتفاقًا نوويًا جديدًا.

وفي منشور على منصة “تروث سوشال”، دعا ترامب إلى إخلاء طهران فورًا، مشيرًا إلى أن رفض إيران للتوقيع على الاتفاق تسبب في “خسارة وإهدار للأرواح البشرية”.

كما قرر ترامب مغادرة قمة مجموعة السبع مبكرًا يوم الثلاثاء لمتابعة التطورات في الشرق الأوسط.

وأعلن البنتاغون إعادة توجيه حاملة الطائرات “نيميتز” من بحر الصين الجنوبي إلى الشرق الأوسط لتعزيز الوضعية الدفاعية الأمريكية.

كما بدأت الولايات المتحدة بإجلاء دبلوماسييها من العراق وسمحت لعائلات الجنود بالمغادرة من مناطق أخرى في المنطقة.

عمليات الإجلاء الدولية

في ظل التوترات، بدأت عدة دول بإجلاء مواطنيها من إسرائيل وإيران:

– الصين: دعت مواطنيها لمغادرة إسرائيل عبر الحدود البرية إلى الأردن.

– ألمانيا: نظمت رحلات طيران من عمان إلى فرانكفورت، مع مطالبة مواطنيها بالوصول إلى الأردن أو مصر بأنفسهم بسبب إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي.

– بولندا: أطلقت خطة إجلاء برية إلى الأردن، حيث سجل حوالي 200 مواطن للمشاركة.

– سلوفاكيا: نقلت 73 شخصًا، بينهم 30 سلوفاكيًا، من إسرائيل إلى براتيسلافا عبر الأردن وقبرص، مع خطط لرحلات إضافية.

– روسيا: أجلت 86 مواطنًا إلى أذربيجان يوم السبت، ونظمت عبور 238 آخرين يوم الأحد، بينهم عائلات دبلوماسيين.

 الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني

يبقى البرنامج النووي الإيراني محور الصراع. تزعم إسرائيل أنها دمرت منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت يوم الإثنين أن الجزء تحت الأرض من المنشأة لم يتضرر.

وتتهم إسرائيل والدول الغربية إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، بينما تنفي طهران ذلك وتصر على أن برنامجها سلمي.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أصدرت قرارًا يوم الخميس يدين إيران لانتهاكها التزاماتها النووية، وهو أول توبيخ من نوعه منذ عقدين.

ردًا على ذلك، أعلنت إيران تسريع أنشطتها النووية، بما في ذلك استبدال أجهزة طرد مركزي قديمة بأخرى متقدمة في منشأة فوردو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى