أخبار دولية

هروب جماعي من سجن كراتشي: زلازل تُثير الفوضى وتُتيح للسجناء الفرار

في حادثة غير مسبوقة، شهدت مدينة كراتشي الباكستانية هروباً جماعياً لعشرات السجناء من سجن مالير في ساعات متأخرة من ليل الإثنين، 2 يونيو 2025، بعد أن تسببت سلسلة من الهزات الأرضية في حالة من الذعر داخل السجن.

وأثارت هذه الواقعة، التي وُصفت بأنها واحدة من أكبر عمليات الهروب في تاريخ باكستان، حالة من الجدل حول الأمن داخل السجون في ظل الكوارث الطبيعية.

 تفاصيل الحادث

وفقاً لتصريحات ضياء الحسن لانجار، وزير الشؤون القانونية في إقليم السند، التي نقلتها قنوات تلفزيونية محلية مباشرة يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025، وقع الهروب بعد أن أدت هزات أرضية متتالية إلى إجلاء السجناء من زنازينهم إلى ساحة السجن كإجراء احترازي.

واستغل عدد من السجناء الفوضى الناتجة عن الزلازل، حيث هاجم بعضهم الحراس، واستولوا على أسلحتهم، وفتحوا النار قبل أن يفروا عبر البوابة الرئيسية أو الجدران المتضررة.

وأفاد مصدر أمني رفيع المستوى، وهو قشف عباسي، بأن ما مجموعه 216 سجيناً، معظمهم متهمون بجرائم عادية وليسوا من المتورطين في قضايا إرهاب، تمكنوا من الفرار.

وأشار إلى أن الشرطة ألقت القبض على 78 من الفارين حتى صباح الثلاثاء، فيما لا يزال أكثر من 130 سجيناً طلقاء، مع استمرار عمليات البحث والمداهمات لاستعادتهم. وخلال الفوضى، قُتل سجين واحد وأصيب ثلاثة من أفراد الأمن في تبادل إطلاق النار.

 سياق الزلازل

شهدت كراتشي سلسلة من الهزات الأرضية الخفيفة خلال يومي الأحد والإثنين، 1 و2 يونيو 2025، تراوحت شدتها بين 2.2 و3.6 درجات على مقياس ريختر، وفقاً لإدارة الأرصاد الجوية الباكستانية.

وكان مركز الزلزال الأول، الذي وقع يوم الأحد عند الساعة 5:33 مساءً، بالقرب من منطقة قائد آباد، بينما تبعته خمس هزات أخرى يوم الإثنين. تسببت هذه الهزات في تصدع جدران السجن وانهيار جزئي لبعض الهياكل، مما سهّل عملية الهروب.

تفاصيل إضافية عن الهروب

وفقاً لتقارير إعلامية، تم نقل ما بين 600 إلى 1000 سجين إلى ساحة السجن أثناء الزلازل كجزء من إجراءات السلامة. وخلال هذه العملية، استغل السجناء حالة الارتباك، حيث تمكن بعضهم من كسر البوابة الرئيسية أو تسلق الجدران المتضررة.

وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر سجناء يفرون وسط الفوضى، مما أثار قلقاً واسعاً بين السكان المحليين.

وأفاد أحد السجناء المعاد القبض عليه، ويدعى سراج، بأن الهزات الأرضية أثارت حالة من الهلع داخل السجن، مما دفع العديد من السجناء إلى تحطيم الأبواب والفرار.

وأشار مسؤولون إلى أن السجن يضم عدداً كبيراً من السجناء المتهمين بجرائم متعلقة بالمخدرات، ويعاني العديد منهم من مشكلات نفسية، مما زاد من تعقيد الوضع.

ردود الفعل والتداعيات

أكد لانجار أن هذا الهروب يُعد من بين الأكبر في تاريخ باكستان، مشيراً إلى أن السلطات ستُجري تحقيقاً شاملاً لتحديد الأسباب ومحاسبة المسؤولين عن الإخفاقات الأمنية.

وأوضح أن السجناء الذين فروا لم يكونوا من المتورطين في قضايا إرهابية، مما قد يقلل من المخاوف الأمنية العاجلة، لكن الواقعة تُسلط الضوء على هشاشة الإجراءات الأمنية في السجون أثناء الأزمات.

خلفية تاريخية

تُعتبر عمليات الهروب من السجون نادرة في باكستان منذ عام 2013، عندما نفذت حركة طالبان هجوماً على سجن في منطقة ديرة إسماعيل خان، أسفر عن هروب أكثر من 200 سجين.

ومنذ ذلك الحين، عززت السلطات الباكستانية الإجراءات الأمنية في السجون، لكن هذه الواقعة تُظهر تحديات جديدة تفرضها الكوارث الطبيعية.

تُعد واقعة هروب السجناء من سجن مالير في كراتشي حدثاً استثنائياً كشف عن ثغرات أمنية خطيرة في ظل الظروف الطارئة.

ومع استمرار جهود الشرطة لاستعادة الفارين، تظل الأسئلة قائمة حول كيفية منع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل، خاصة في بلد يواجه تحديات طبيعية وأمنية معقدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى