في صباح يوم الخميس الموافق 22 مايو 2025، شهدت عدة مناطق في مصر، بما في ذلك القاهرة والجيزة وبعض المحافظات الأخرى، هزة أرضية خفيفة أثارت انتباه السكان.
انتشرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد شعور العديد من المواطنين بهذه الهزة، التي وُصفت بأنها خفيفة ولم تتسبب في أي خسائر بشرية أو مادية حتى الآن.
تفاصيل الهزة الأرضية
وفقًا لتقارير المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، تم رصد الهزة الأرضية من خلال الشبكة القومية للزلازل، التي تضم 70 محطة رصد موزعة بعناية في جميع أنحاء الجمهورية.
هذه الشبكة قادرة على تسجيل الهزات الأرضية مهما كانت قوتها، حتى لو كانت أقل من الصفر على مقياس ريختر. وأشارت التقارير إلى أن مركز الزلزال كان في البحر المتوسط، بالقرب من جزيرة كريت في اليونان، بقوة بلغت 6.24 درجة على مقياس ريختر، وعلى عمق 77 كيلومترًا تحت سطح الأرض، وفقًا لبيانات المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل.
المحافظات التي شعر سكانها بالهزة شملت القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، المنوفية، القليوبية، الغربية، والشرقية، دون ورود تقارير عن أضرار أو إصابات. وقد أكدت الجهات الرسمية، بما في ذلك المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن الهزة كانت نتيجة نشاط زلزالي في شرق البحر المتوسط، وهي منطقة معروفة بحركة الصفائح التكتونية بين الصفيحتين الأفريقية والأوراسية.
السياق الزلزالي في مصر
على الرغم من أن مصر ليست ضمن الأحزمة الزلزالية الرئيسية في العالم، إلا أن قربها من مناطق نشطة زلزاليًا مثل خليج العقبة، خليج السويس، والبحر الأحمر يجعلها عرضة لتجربة هزات أرضية متوسطة القوة من حين لآخر.
وكان زلزال سابق قد ضرب المنطقة في 14 مايو 2025، بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزه على بعد 431 كيلومترًا شمال مدينة رشيد.
كما أشار المعهد إلى أن الهزة الأخيرة في 22 مايو لم تُسفر عن أي توابع حتى الآن، مما يقلل من احتمالية حدوث هزات ارتدادية.
إجراءات السلامة والطوارئ
في أعقاب الهزة، أصدرت الجهات الرسمية، بما في ذلك الهلال الأحمر المصري، تعليمات للمواطنين للتعامل مع مثل هذه الأحداث الطبيعية.
تضمنت النصائح تجنب دخول المباني المتضررة، الابتعاد عن الأشياء القابلة للسقوط مثل الزجاج والأثاث الثقيل، وإعداد خطة طوارئ عائلية. كما تم تفعيل حالة الطوارئ في بعض المدن الساحلية كإجراء احترازي، على الرغم من عدم تسجيل أي أضرار.
ردود فعل المواطنين
تسببت الهزة في حالة من القلق بين السكان، خاصة في ظل تكرار الهزات الأرضية في مصر خلال عام 2025. وتداول المواطنون منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تعبر عن تجاربهم، حيث وصف البعض الهزة بأنها “خفيفة ولكن ملحوظة”، بينما أشار آخرون إلى شعورهم بحركة طفيفة في الأثاث أو الأبواب.
ومع ذلك، طمأنت الجهات الرسمية المواطنين بأن الوضع تحت السيطرة وأن الشبكة القومية للزلازل تتابع النشاط الزلزالي بدقة.
مقارنة مع أحداث سابقة
تُعد الهزة الأرضية في 22 مايو 2025 جزءًا من سلسلة هزات شهدتها مصر في الفترة الأخيرة. فعلى سبيل المثال، زلزال 14 مايو 2025 كان أقوى نسبيًا، حيث بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، وشعر به سكان مناطق واسعة في الدلتا والسواحل الشمالية.
كما يُذكر أن زلزال القاهرة عام 1992، الذي بلغت قوته 5.8 درجة، كان أحد أكثر الزلازل تدميرًا في تاريخ مصر الحديث، حيث تسبب في وفاة 561 شخصًا وإصابة الآلاف.
الهزة الأرضية التي شهدتها مصر في 22 مايو 2025، رغم كونها خفيفة، أعادت التأكيد على أهمية الاستعداد للكوارث الطبيعية والتوعية بإجراءات السلامة.
ويواصل المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية متابعة النشاط الزلزالي لضمان تقديم معلومات دقيقة وفورية.
كما يُنصح المواطنون بمتابعة التحديثات الرسمية والالتزام بالإرشادات لضمان سلامتهم في حال تكرار مثل هذه الأحداث.
