إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية وسط تعثر المفاوضات الأمريكية-الإيرانية

كشفت تقارير استخباراتية أمريكية حديثة، يوم الثلاثاء 20 مايو 2025، عن استعدادات إسرائيلية محتملة لتوجيه ضربة عسكرية ضد منشآت نووية إيرانية، في وقت تواصل فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساعيها الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نووي مع طهران.
وتأتي هذه التطورات في ظل توترات متصاعدة تهدد بتفجير صراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط.
تفاصيل الاستعدادات الإسرائيلية
أفادت شبكة “سي.إن.إن” نقلاً عن مسؤولين أمريكيين مطلعين أن الاستخبارات الأمريكية رصدت تحركات عسكرية إسرائيلية تشير إلى التحضير لضرب منشآت نووية إيرانية، مثل نقل ذخائر جوية وإجراء تدريبات جوية واسعة النطاق.
ومع ذلك، لم يتأكد بعد ما إذا كانت القيادة الإسرائيلية قد اتخذت قرارًا نهائيًا بشن الهجوم. أشار مصدر إسرائيلي إلى أن إسرائيل لن تقبل بأي اتفاق نووي مع إيران يُعتبر “غير مرضٍ”، مؤكدًا أنها مستعدة للعمل بمفردها إذا لزم الأمر.
الوضع الإيراني والمفاوضات
تواجه إيران تحديات داخلية وخارجية متزايدة، تشمل أزمات اقتصادية ناجمة عن العقوبات الأمريكية، نقص الطاقة والمياه، وتراجع قيمة العملة، بالإضافة إلى خسائر عسكرية لحلفائها الإقليميين.
ومع استمرار المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، التي تُجرى بوساطة عُمان، لم تحرز الأطراف تقدمًا كبيرًا بعد أربع جولات من الحوار.
ترفض إيران شحن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج أو مناقشة برنامجها الصاروخي، بينما تصر الولايات المتحدة على وقف تخصيب اليورانيوم، وهو ما وصفه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بأنه “طلب مبالغ فيه ومهين”.
أعرب خامنئي عن شكوكه في نجاح المحادثات، مشيرًا إلى أن إيران لن تتخلى عن حقها في التخصيب بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
في الوقت نفسه، كشفت مصادر إيرانية عن غياب خطة بديلة واضحة في حال فشل المفاوضات، مع إشارات إلى إمكانية تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا.
لكن هذه الخطة تبدو هشة بسبب الحرب التجارية بين بكين وواشنطن، وانشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا.
التحديات الإيرانية
تعاني القيادة الإيرانية من ضغوط داخلية متصاعدة، حيث أدت الاحتجاجات الشعبية الناتجة عن القمع الاجتماعي والصعوبات الاقتصادية إلى فرض عقوبات غربية إضافية تتعلق بحقوق الإنسان.
أكد مسؤول إيراني أن استمرار العقوبات يعيق مبيعات النفط ويمنع تعافي الاقتصاد، مما يجعل التوصل إلى اتفاق نووي ضرورة لتجنب الفوضى الداخلية التي قد تهدد استقرار النظام.
ومع ذلك، يبقى انعدام الثقة بين طهران وواشنطن، خاصة بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2015، عائقًا رئيسيًا أمام أي تقدم.
ردود الفعل والمخاطر
تُثير الاستعدادات الإسرائيلية مخاوف من تصعيد خطير قد يؤدي إلى حرب إقليمية، خاصة أن إيران تعهدت برد قوي في حال تعرضت منشآتها النووية للهجوم.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل قد تحتاج إلى دعم أمريكي، مثل التزود بالوقود جوًا وقنابل قادرة على اختراق المنشآت النووية المدفونة تحت الأرض، لتنفيذ هجوم ناجح.
ومع ذلك، أوضحت مصادر أمريكية أن إدارة ترامب تميل حاليًا إلى الدبلوماسية وتفضل تجنب التصعيد العسكري ما لم تحدث استفزازات كبيرة من طهران.
السياق الإقليمي
تأتي هذه التطورات في ظل ضعف عسكري إيراني غير مسبوق، بعد هجمات إسرائيلية استهدفت دفاعاتها الجوية ومنشآت إنتاج الصواريخ في أكتوبر 2024، إلى جانب خسائر حلفائها الإقليميين مثل حزب الله وحماس.
يرى المسؤولون الإسرائيليون أن هذا الوضع يمثل فرصة لضرب البرنامج النووي الإيراني، بينما تحذر الولايات المتحدة من أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى رد فعل إيراني عنيف، بما في ذلك هجمات بالصواريخ أو عبر وكلائها الإقليميين.
يضع هذا الوضع إسرائيل في موقف حساس، حيث تسعى لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي دون استعداء ترامب، الذي يركز على التفاوض.
وتشير تقارير إلى أن إسرائيل قد تستخدم الضغط العسكري لتعطيل أي اتفاق نووي لا يلبي شروطها. في المقابل، تواجه إيران خيارات محدودة، حيث تعتمد على استقرارها الاقتصادي والسياسي في ظل الضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة.