تعرف على قائد الجيش الباكستاني عاصم منير

في ظل التوترات المتصاعدة بين باكستان والهند عقب هجوم دموي في كشمير أواخر أبريل 2025، يبرز الجنرال عاصم منير، رئيس أركان الجيش الباكستاني، كشخصية مركزية في المشهد العسكري والسياسي.
يُعتبر منير، المولود عام 1968، قائدًا غير تقليدي بسبب خلفيته المتواضعة، حيث لم ينشأ في عائلة عسكرية مرموقة، بل كان والده معلمًا، وهاجر مع عائلته من الهند إلى باكستان خلال التقسيم.
صعود عاصم منير العسكري
على الرغم من بداياته البسيطة، تدرج منير بسرعة في الرتب العسكرية. في عام 2016، أصبح مديرًا للاستخبارات العسكرية، ثم تولى منصب مدير وكالة الاستخبارات البينية (ISI) في 2018، وهو منصب يُعد من أقوى المناصب في البلاد.
ومع ذلك، شهدت فترته في الـ ISI توترات مع رئيس الوزراء آنذاك، عمران خان، بعد تقديم منير تقريرًا يفيد بتورط خطيبة خان في قضايا فساد. أدى ذلك إلى إقالته من منصبه في 2019، مما أشعل صراعًا بين خان والمؤسسة العسكرية.
عودة قوية وقيادة الجيش
بعد إقالته، عُين منير في منصب عسكري رفيع آخر، وفي 2022، اختاره رئيس الوزراء شهباز شريف لقيادة الجيش الباكستاني.
في تلك الفترة، كان عمران خان قد تمكن من حشد قطاعات واسعة من الشعب ضد المؤسسة العسكرية، التي كانت تتمتع تاريخيًا بدعم شعبي كبير.
مع سجن خان واتهامه بتزوير انتخابات 2024، انتشرت اتهامات بأن منير هو العقل المدبر وراء الحملة ضد خان. كما عمل منير على تطهير الجيش من الموالين لخان، مما عزز قبضته على المؤسسة العسكرية.
دور منير في التوترات الحالية
في مايو 2025، تصاعدت الأحداث بعد أن أمر رئيس الوزراء الباكستاني القوات المسلحة بالرد على هجمات هندية.
برز منير كشخصية علنية، حيث ظهر في الأول من مايو فوق دبابة، موجهًا تحذيرًا صلبًا للهند عبر مكبر صوت، مؤكدًا أن أي مغامرة عسكرية هندية ستواجه ردًا “سريعًا وحاسمًا”.
يُعرف منير بأسلوبه الجريء، حيث قال الجنرال المتقاعد محمد سعيد إن منير “رجل لا يعرف الخوف”، مشيرًا إلى أنه يمتلك تفويضًا حكوميًا لوضع خطة الرد على الهند، لكنه لن يتخذ قرارات منفردة.
أيديولوجية منير تجاه الهند
تُوصف آراء منير تجاه الهند بأنها متشددة. فهو يؤمن بنظرية الدولتين، التي ترى أن المسلمين في باكستان لا يمكنهم التعايش مع الهندوس في دولة واحدة.
في تصريحات حديثة، أكد أن الاختلافات الدينية والثقافية والطموحات بين البلدين تجعل التعايش مستحيلًا. هذه الرؤية تثير مخاوف من تصعيد الصراع، خاصة في ظل التوترات الحالية على الحدود.
تحديات القيادة العسكرية
رغم الانضباط العالي للجيش الباكستاني، يرى بعض المحللين، مثل سوشانت سينغ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ييل، أن القيادة العسكرية العليا في باكستان تعاني من السياسة الشديدة والتأثر بالأيديولوجيا الدينية.
يواجه منير ضغوطًا سياسية داخلية ومن قادة عسكريين آخرين لاتخاذ موقف قوي يعيد الثقة في الجيش كمؤسسة.
ويضيف شجاع نواز، خبير الشؤون العسكرية الباكستانية، أن منير “لا يملك ترف التأخير”، حيث يتعين عليه إثبات جاهزية الجيش للدفاع عن البلاد.
مخاطر التصعيد النووي
مع تصاعد التوترات، يحذر نواز من أن الحروب بين الهند وباكستان غالبًا ما تكون قصيرة ومكثفة، مع استخدام كل طرف لكل ما يملك.
ويثير احتمال لجوء باكستان إلى الأسلحة النووية التكتيكية قلقًا كبيرًا، حيث قد يؤدي ذلك إلى “انفجار” الوضع بالكامل.
يُعد الجنرال عاصم منير شخصية محورية في الصراع الحالي بين الهند وباكستان، حيث يجمع بين الجرأة العسكرية والتأثير السياسي.
مع تصاعد التوترات وتزايد المخاوف من التصعيد النووي، تظل الأنظار موجهة نحو قراراته وكيفية تعامله مع الضغوط الداخلية والخارجية في هذا الوضع الحرج.