1 من كل 10 وفيات عالميًا بسبب المضادات الحيوية: مصر تطلق خطة لمكافحة الأزمة
هدير البحيري

في تحذير دولي لافت، شدد الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل في مصر، على أن الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية يمثل تهديدًا متصاعدًا للصحة العامة، مشيرًا إلى أن الإحصاءات العالمية تربط 1 من كل 10 وفيات بسوء استخدام المضادات الحيوية.
جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر السنوي الثالث لمكافحة العدوى والاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية، والذي انطلقت فعالياته الأحد، في العاصمة المصرية القاهرة.
شارك في المؤتمر عدد من كبار المسؤولين والخبراء، من بينهم الدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة، والمستشار حازم بدوي رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، والدكتور نعمة عابد ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، بالإضافة إلى رؤساء هيئات صحية وتنظيمية بارزة.
وأكد السبكي أن مصر، في إطار مشروعها القومي للتأمين الصحي الشامل، تطبق سياسات متكاملة لترشيد استخدام المضادات الحيوية، تشمل تحديث البروتوكولات العلاجية، تدريب الطواقم الطبية، وربط صرف الأدوية بالتشخيصات الدقيقة، وهو ما أسهم في خفض العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية بأكثر من 25% خلال العامين الماضيين.
من جهته، حذر الدكتور نعمة عابد من الخطر المتزايد لمقاومة المضادات الحيوية، مؤكدًا أن سوء استخدامها قد يُفضي إلى فقدان السيطرة على أمراض كان علاجها ممكنًا في الماضي. ودعا إلى ضرورة حصر صرف هذه الأدوية بوصفات طبية فقط، واستكمال المريض لجرعته العلاجية كاملة، تجنبًا لنشوء سلالات بكتيرية مقاومة.
وشدد عابد على أهمية الالتزام الصارم بإجراءات النظافة والتعقيم داخل المنشآت الصحية، معتبرًا أن مكافحة العدوى تعتمد على وعي الطواقم الطبية والمجتمع على حد سواء.
وفي السياق ذاته، أعلن الدكتور محمد لطيف، رئيس المجلس الصحي المصري، عن إصدار 8 أدلة إرشادية وطنية حتى الآن للاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، بالتعاون مع هيئة الدواء المصرية. وأكد أن تلك الخطوة تأتي ضمن خطة شاملة تشمل رفع الوعي المجتمعي، تعزيز التدريب الطبي، وتحديث السياسات الصحية لضمان فعالية الأدوية في المستقبل.
وأوضح لطيف أن المجلس يعمل حاليًا على تطوير مزيد من الأدلة بالشراكة مع الجهات الصحية المصرية، ووجه شكره لرئيس هيئة الرعاية الصحية على ما وصفه بـ”الدعم الحاسم” لهذه الجهود، مؤكدًا أن نتائج هذه المبادرات ستعزز الأمن الصحي وتدعم النظام العلاجي المستدام في البلاد.