وزير الدفاع الإيراني يهدد برد قوي على أي هجوم إسرائيلي والقواعد الأمريكية ضمن أهدافها

تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط بعد تهديدات متبادلة بين إيران وإسرائيل، حيث أعلن وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده أن بلاده سترد بقوة وبدون قيود على أي هجوم تتعرض له، مشيرًا إلى أن القواعد العسكرية الأمريكية ستكون أهدافًا محتملة إذا استُهدفت إيران.
جاء هذا الرد بعد تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على هجمات الحوثيين عبر استهداف “راعيتهم إيران”. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل الأزمة وتداعياتها.
خلفية التصعيد: هجمات الحوثيين ورد إسرائيل
أعلن نتنياهو عبر منصة إكس أن إسرائيل سترد على هجمات الحوثيين المدعومين من إيران، مؤكدًا أن الرد سيتم في الزمان والمكان اللذين تختارهما إسرائيل. واستشهد بتصريح سابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أشار فيه إلى أن طهران تقف وراء هجمات الحوثيين، وكتب نتنياهو: “ترامب محق تمامًا! هجمات الحوثيين مصدرها إيران”.
في وقت سابق من اليوم نفسه، أعلن الحوثيون استهداف مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل بصاروخ باليستي، مما أسفر عن إصابة ستة أشخاص وتسبب في تعطيل حركة الملاحة الجوية، حيث علّقت عدة شركات طيران رحلاتها. وأكد الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ، الذي أُطلق من اليمن، سقط في محيط المطار رغم محاولات اعتراضه.
إيران ترد: تهديدات بضرب القواعد الأمريكية
في تصريح للتلفزيون الإيراني الرسمي، قال عزيز نصير زاده إن إيران مستعدة للرد بقوة إذا فُرضت عليها الحرب أو تعرضت لأي اعتداء، مضيفًا: “القواعد الأمريكية ستكون ضمن أهدافنا إذا استهدفنا”.
هذا التصريح يعكس استراتيجية إيران لتوسيع نطاق الرد ليشمل القوات الأمريكية في المنطقة إذا دعمت الولايات المتحدة أي هجوم إسرائيلي.
دعوات إسرائيلية لضرب إيران مباشرة
لم تقتصر التهديدات على نتنياهو، بل دعا بيني غانتس، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق وزعيم حزب الوحدة الوطنية، إلى استهداف إيران مباشرة ردًا على هجوم الحوثيين.
ويأتي موقف غانتس وسط ضغوط داخلية في إسرائيل للرد بقوة على الهجمات التي تستهدف بنيتها التحتية الحيوية، مثل مطار بن غوريون.
تداعيات التصعيد: مخاطر إقليمية
تثير هذه التطورات مخاوف من تصعيد إقليمي قد يشمل إيران وحلفاءها، مثل الحوثيين وحزب الله، إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة.
تهديد إيران باستهداف القواعد الأمريكية يزيد من تعقيد المشهد، حيث يضع واشنطن أمام خيارات صعبة بين دعم إسرائيل وتجنب حرب شاملة.
في الوقت نفسه، تتبنى إيران استراتيجية “الصبر الاستراتيجي”، مفضلة الرد عبر حلفائها لتجنب مواجهة مباشرة، لكنها تحتفظ بحق الرد العسكري إذا استُهدفت.
تحليل: هل تتجه المنطقة نحو حرب
تاريخيًا، شهدت العلاقات بين إيران وإسرائيل توترات متكررة، لكن التصعيد الحالي يحمل طابعًا خطيرًا بسبب تورط أطراف متعددة.
هجوم الحوثيين على مطار بن غوريون يعدّ رسالة رمزية لإظهار قدراتهم المدعومة من إيران، بينما تعكس تهديدات نتنياهو وغانتس محاولة إسرائيل لاستعادة الردع.
من جهة أخرى، تهديد إيران باستهداف القواعد الأمريكية يضع الولايات المتحدة في موقف حرج، خاصة مع تصريحات سابقة لمسؤولين أمريكيين تحمّل إيران مسؤولية دعم الحوثيين.
مع استمرار التهديدات المتبادلة، تبقى المنطقة في حالة ترقب، الهجوم الحوثي وردود الفعل الإسرائيلية والإيرانية تُبرز هشاشة التوازن الإقليمي.
في الوقت الحالي، تفضل الأطراف ردودًا محدودة لتجنب حرب شاملة، لكن أي تصعيد غير محسوب قد يقود إلى صراع أوسع.