تقارير

بن غفير يعود للحكومة بتصعيد الحرب.. تصريحات لن ينساها التاريخ

في خطوة مثيرة للجدل، وافقت الحكومة الإسرائيلية، الثلاثاء، على إعادة تعيين إيتمار بن غفير وزيرًا للأمن القومي، رغم اعتراضات النائب العام غالي بهاراف ميارا، التي أشارت إلى وجود عوائق قانونية تمنع القرار.

وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه المشهد السياسي الإسرائيلي توترات كبيرة، خاصة مع استمرار الحرب في قطاع غزة والتصعيد على الجبهة اللبنانية.

من المتوقع أن يصوّت الكنيست الأربعاء على هذه التعيينات، التي تشمل أيضًا عودة عضوي حزب “القوة اليهودية”، إسحاق فاسرلاوف وأميخاي إلياهو، إلى مناصبهم الوزارية.

وكانت استقالة بن غفير من حكومة نتنياهو جاءت في وقت سابق احتجاجًا على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن عودته جاءت بعد إعلان الجيش الإسرائيلي استئناف عملياته العسكرية في القطاع.

 تصريحات مستفزة وتحريض مستمر

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لم يتوقف بن غفير عن إطلاق تصريحات تحريضية، سواء ضد الفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية، أو حتى تجاه لبنان وإيران.

فبعد اقتراح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن تستقبل مصر والأردن مزيدًا من الفلسطينيين من قطاع غزة، سارع بن غفير لدعم الفكرة، داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى تنفيذها.

وفي تغريدة عبر منصة “إكس”، وصف الوزير المتطرف مقترح ترامب بأنه “حكيم”، وحث الحكومة على تشجيع “الهجرة الطوعية” للفلسطينيين.

ولم يكن هذا التصريح الوحيد الذي أثار الجدل، إذ عبّر عن فرحته بإلغاء ترامب قرارًا كان قد أصدره الرئيس الأميركي الأسبق جو بايدن لمعاقبة مستوطنين إسرائيليين ارتكبوا جرائم بحق الفلسطينيين.

 موقف متشدد من غزة والمستوطنات

بن غفير لم يخفِ يومًا دعمه لسياسات قمع الفلسطينيين، إذ عارض بشدة أي محاولات لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدًا ضرورة قطع المواد الغذائية والاتصالات والوقود عن القطاع المحاصر.

كما اعتبر اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية “كارثيًا وغير شرعي”، بل وصل به الأمر إلى تقديم استقالته احتجاجًا عليه.

أما فيما يخص المستوطنات، فقد كان من أشد المدافعين عن الاعتداءات التي يشنها المستوطنون على الفلسطينيين، سواء في الضفة الغربية أو القدس. كما أدلى بتصريحات مثيرة للاشمئزاز حين قال إنه لو كان القرار بيده، لأقام كنيسًا يهوديًا في المسجد الأقصى، ما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية والعربية.

 تصعيد ضد لبنان وإيران

لم تقتصر تصريحات بن غفير المتطرفة على غزة فقط، بل امتدت إلى الجبهة اللبنانية. فبينما كان اللبنانيون يترقبون وقف الحرب الإسرائيلية، أطلق الوزير الإسرائيلي تصريحات معارضة لاتفاق وقف إطلاق النار، معتبرًا أن الحكومة “فشلت في تحقيق هدف الحرب بعودة سكان الشمال إلى منازلهم”.

أما في الملف الإيراني، فكان له موقف متشدد للغاية، خاصة بعد الهجوم الإيراني في أكتوبر الماضي، حيث صرح بأن إسرائيل أمام “فرصة لقطع رأس الأفعى عبر ضرب إيران”، وهو تصريح أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع في المنطقة.

عودة مشروطة باستمرار الحرب

عودة بن غفير إلى الحكومة لم تأتِ إلا بعد استئناف العمليات العسكرية في غزة، وهو ما يعكس مدى ارتباطه بالتصعيد العسكري.

ففي الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي إلى تهدئة الأوضاع، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تتجه نحو المزيد من العنف والتصعيد، وهو ما يثير قلقًا واسعًا حول مستقبل المنطقة في ظل استمرار التصريحات المتطرفة لوزراء مثل بن غفير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى