شروط بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.. عقبات أمام السلام

في تطور جديد بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، أن موسكو لا تمانع مبدأ وقف إطلاق النار، لكنها تضع شروطًا مسبقة قبل الالتزام به.
جاءت تصريحاته ردًا على مقترح أميركي بوقف القتال لمدة 30 يومًا، وهو ما أثار ردود فعل متباينة بين موسكو، كييف، وواشنطن.
المبادرة الأميركية لوقف إطلاق النار
عقد ممثلون عن الولايات المتحدة وأوكرانيا اجتماعًا في مدينة جدة السعودية، حيث تم الاتفاق على مقترح لوقف إطلاق نار “فوري ومؤقت” لمدة 30 يومًا، يتضمن:
– تبادل أسرى الحرب.
– إطلاق سراح المعتقلين المدنيين.
– عودة الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا قسرًا إلى روسيا.
ورغم أن المقترح لم يتطرق إلى العقوبات المفروضة على روسيا أو ضمانات أمنية لأوكرانيا، إلا أنه شدد على دور الحلفاء الأوروبيين في دعم عملية السلام.
شروط بوتين للهدنة
أكد الرئيس الروسي أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون مشروطًا بمعالجة قضايا رئيسية، تشمل:
1. وضع القوات الأوكرانية في كورسك: أشار بوتين إلى أن قوات أوكرانية لا تزال في بعض مناطق كورسك، التي شهدت توغلًا أوكرانيًا في أغسطس 2023. وتساءل عمّا إذا كانت كييف ستقبل بسحب قواتها دون قتال، أو أنها ستُجبر على الاستسلام.
2. إعادة تجميع الجيش الأوكراني: شدد بوتين على أن هدنة 30 يومًا قد تمنح أوكرانيا فرصة لحشد مزيد من القوات واستقبال شحنات أسلحة جديدة، متسائلًا عن كيفية ضمان عدم استغلال كييف لهذه الفرصة عسكريًا.
3. آلية مراقبة وقف إطلاق النار: تساءل الرئيس الروسي عن الجهة التي ستتولى مسؤولية مراقبة الالتزام بالهدنة، وكيف سيتم رصد أي انتهاكات على طول جبهة تمتد لأكثر من 2000 كيلومتر.
ردود الفعل الدولية
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تصريحات بوتين “إيجابية ولكنها غير كافية”، مؤكدًا أن واشنطن ستراقب مدى التزام موسكو بأي اتفاق مستقبلي.
كما أشار وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إلى استعداد ترامب لتشديد العقوبات على روسيا في حال عدم التزامها بوقف إطلاق النار.
من جانبه، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موقف بوتين، متهمًا إياه بالسعي إلى عرقلة جهود السلام.
وأكد زيلينسكي أن بلاده ستواصل العمل مع شركائها الأميركيين والأوروبيين لممارسة ضغوط إضافية على موسكو.
آراء الخبراء
يرى محللون أن موقف روسيا قد يكون جزءًا من استراتيجية للمماطلة وكسب الوقت، خاصة لتعزيز وجودها العسكري في مناطق مثل كورسك ودونيتسك.
وتوضح مارينا ميرون، الباحثة بجامعة “كينغز كوليدج” في لندن، أن وقف إطلاق النار قد يخدم موسكو، حيث يمنحها فرصة لإعادة ترتيب صفوفها عسكريًا.
هل تقترب الحرب من نهايتها؟
مع استمرار الضغوط الدولية لإيجاد حل دبلوماسي، يبقى مصير وقف إطلاق النار غير واضح. وبينما تسعى واشنطن وكييف لإنهاء الحرب بشروط تضمن استقرار أوكرانيا، تصر موسكو على معالجة مخاوفها الأمنية قبل الموافقة على أي هدنة.
ويبقى السؤال: هل ينجح بوتين وترامب في التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب، أم أن الخلافات ستظل تعرقل الحلول السلمية؟