ثورة في عالم الأدوية: عقار مُطوَّر بالذكاء الاصطناعي يدخل التجارب السريرية قريبًا

أعلن ديميس هاسابيس، مؤسس شركة “إيزومورفيك لابز” التابعة لشركة ألفابت (الشركة الأم لجوجل)، أن شركته ستبدأ قريبًا التجارب السريرية لأول عقار مُصمم بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقد صرّح هاسابيس بهذا الإنجاز خلال مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز” أثناء مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة دافوس.
الشركة، التي تأسست عام 2021، تعمل على تطوير الأدوية باستخدام الذكاء الاصطناعي من خلال تسريع عملية اكتشاف وتصميم العلاجات. ووفقًا لهاسابيس، فإن الأدوية تستهدف أمراضًا رئيسية، منها السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والتحلل العصبي.
تسريع عملية تطوير الأدوية
تُعرف عملية تطوير الأدوية تقليديًا بأنها طويلة ومُكلفة، تستغرق من خمس إلى عشر سنوات في المتوسط.
لكن مع استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن تقليل المدة الزمنية بشكل كبير يصل إلى عشر مرات، مما يُبشر بثورة هائلة في قطاع الرعاية الصحية.
وتهدف “إيزومورفيك لابز” إلى تحقيق هذا التغيير عبر تصميم أدوية أكثر كفاءة وأقل تكلفة باستخدام تقنيات تعتمد على البيانات وتحليلها بسرعة غير مسبوقة.
شراكات استراتيجية في صناعة الأدوية
نجحت “إيزومورفيك لابز” في جذب اهتمام شركات كبرى في صناعة الأدوية، بما في ذلك شركتا “إيلي ليلي” و”نوفارتيس”، حيث تعمل معهما على ستة برامج لتطوير الأدوية.
تُعد هذه الشراكات جزءًا من رؤية أوسع لخفض التكاليف وزيادة الكفاءة في تطوير العلاجات الطبية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي العام وآفاق المستقبل
تحدث هاسابيس أيضًا عن رؤيته المستقبلية لتطور الذكاء الاصطناعي، متوقعًا ظهور “مليارات” من وكلاء الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث القادمة. هذه الوكلاء سيكونون قادرين على التفاوض بين البائعين والعملاء، مما قد يؤدي إلى إعادة تصميم شبكة الإنترنت لتناسب هذا التقدم.
ورغم إمكانياته الواعدة، دعا هاسابيس إلى الحذر عند تطوير الذكاء الاصطناعي العام، محذرًا من مخاطره إذا استُخدم لأغراض خبيثة. وشدد على ضرورة التعاون بين مطوري التكنولوجيا لضمان استخدامها بأمان وفعالية.
إن دخول عقار مُطور بالذكاء الاصطناعي إلى التجارب السريرية يُمثل نقطة تحول في مجال صناعة الأدوية. ومع تقنيات “إيزومورفيك لابز”، يصبح من الممكن توفير علاجات جديدة في وقت قياسي، مما يُغير معادلة علاج الأمراض المزمنة والخطيرة. هذا الإنجاز ليس فقط قفزة علمية، بل هو وعد بتحسين حياة الملايين حول العالم.