تقارير

ما السبب وراء إصرار «ترامب» على ضم جزيرة «غرينلاند»؟

تجدد الحديث عن «غرينلاند» مع إعلان دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، أن ضمها الى الولايات المتحدة سيؤدي لازدهارها.

هذه ليست المرة الأولى التي يبدي فيها الرئيس «ترامب» أو الولايات المتحدة بشكل عام نوايا للاستحواذ على الإقليم الدنماركي المتمتع بالحكم الذاتي.

أعرب «ترامب» منذ فترة ولايته الأولى 2017-2021، عن اهتمامه بالاستحواذ على أكبر جزيرة في العالم. كذلك أعربت وزارة الخارجية الأمريكية منذ العام 1867 عن اهتمامها بهذه المنطقة.

في عام 1946 عرض هاري ترومان، الرئيس الأمريكي، دفع 100 مليون دولار وأراض في «ألاسكا» مقابل «غرينلاند»، من دون جدوى.

تقع «غرينلاند» في القطب الشمالي بمساحة تصل لمليوني كيلومتر مربع وعدد سكان يبلغ نحو 57 ألف شخص، غالبيتهم من الإسكيمو. استعمرت الدنمارك الجزيرة إبان القرن الثامن عشر، قبل أن يتم منحها الحكم الذاتي في عام 1979.

تقع «غرينلاند» بين أمريكا الشمالية وأوروبا، وتتحكم في ممرات بحرية رئيسية بين المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي.

تُعتبر «غرينلاند» بوابة للقطب الشمالي، وهو منطقة تتنافس فيها الدول الكبرى للوصول إلى الموارد الطبيعية، والسيطرة على الممرات البحرية مع ذوبان الجليد.

تضم «غرينلاند» قاعدة «ثول الجوية» التابعة للولايات المتحدة، والتي تُعد جزءًا من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي. وتتيح هذه القاعدة مراقبة إطلاق الصواريخ «الباليستية» وتتبع الأقمار الصناعية.

يغطي الجليد نحو 80 في المئة من مساحة «غرينلاند». كما أن الجزيرة غنية بالموارد الطبيعية من نفط وغاز وذهب وألماس، ويورانيوم، وزنك، ورصاص.

تضم «غرينلاند» مليارات براميل النفط غير المستغلة وإمدادات هائلة من الغاز الطبيعي. وأيضًا غنية بالمعادن النادرة مثل النيوديميوم والديسبروسيوم، التي تُستخدم في الصناعات التكنولوجية والدفاعية.

يشكل صيد الأسماك 90 في المئة من صادرات «غرينلاند» والمورد الأساسي لاقتصادها. وتعتمد الجزيرة على دعم دنماركي سنوي يبلغ نحو 526 مليون يورو (620 مليون دولار)، وهو ما يشكل ثلث ميزانيتها.

يؤدي ذوبان الجليد في «غرينلاند» إلى فتح ممرات بحرية جديدة تربط بين آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. ومن شأن السيطرة المحتملة على «غرينلاند» أن تتيح للولايات المتحدة مراقبة هذه الممرات والتحكم فيها جزئيًا.

تواجه الولايات المتحدة منافسة متزايدة من الصين وروسيا في «غرينلاند»، حيث تسعى الصين لتوسيع نفوذها الاقتصادي في الجزيرة، بينما تعمل روسيا على تعزيز وجودها العسكري في القطب الشمالي. لذلك، تُعد «غرينلاند» محورًا هامًا في استراتيجية «واشنطن» لمواجهة نفوذ هاتين الدولتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى