عالم جديد مليء بالمخاطر.. تحديات جسيمة بانتظار «ترامب»
يستعد دونالد ترامب لولايته الثانية، وسط توقعات بأداء أقوى مقارنة بفترته الأولى، لكن ملفات السياسة الخارجية قد تسيطر على أجندته.
رغم حديث دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، الدائم عن أن تركيزه سينصب على «أمريكا أولًا» ومسألة المهاجرين والاقتصاد المحلي والخدمة المدنية، إلا أن السياسة الخارجية قد تجرفه سريعًا وتسيطر على أدائه لا سيما فيما يتعلق بالشرق الأوسط وأوكرانيا والصين، وفق ما ذكر دانييل بالز، الصحفي الأمريكي المخضرم، في مقال على صحيفة «واشنطن بوست» عنوانه بـ«عالم مختلف وأكثر خطورة ينتظر ترامب».
بحسب المقال، فإن لدى «ترامب» الفرصة للمساعدة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط، ولكن عليه الإجابة عن سؤالين كبيرين، الأول هو إلى أي مدى سيمنح إسرائيل حرية التصرف بطرق لم يفعلها جو بايدن، الرئيس الأمريكي الحالي؟
أما السؤال الثاني فما هو موقفه تجاه إيران؟ هل سيرى فرصة للتفاوض أم سيتخذ نهجًا متشددًا للغاية؟ تم تفسير اختياره لمايك هاكابي، سفير إسرائيل، حاكم أركنساس السابق، المؤيد بشدة لإسرائيل، على أنه علامة على «استسلامه» لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أكثر مما فعل «بايدن».
قال دانييل بنيامين، رئيس الأكاديمية الأمريكية في «برلين»، إن أحد أكبر التغييرات منذ تولي «ترامب» منصبه آخر مرة هو ما أسماه «محور المقاومة»، الذي يضم روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية. وقال «بنيامين» هذا أصبح الآن واقعًا ثابتًا.
تشكل الصين تحديات أخرى لـ«ترامب»، الذي هدد بفرض تعريفات جمركية جديدة كبرى على دولة تعاني من مشكلات اقتصادية خطيرة وطموحات عسكرية متنامية.
يخطط «ترامب» لتعيين العديد من صقور الصين في إدارته القادمة، كمؤشر على نواياه. في الوقت نفسه، أصبحت حكومات الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في أوروبا، وخاصة فرنسا وألمانيا، ضعيفة، مع صعود الأحزاب اليمينية الشعبوية.
قد يجد «ترامب» صعوبة أكبر في العمل مع فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، وشي جين بينغ، الرئيس الصيني، وكيم جونغ أون، الزعيم الذي أرسل له ما أسماه «ترامب» «رسائل الحب»، زعيم كوريا الشمالية.
قال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين السابقين للصحيفة ليس مثل الحرب الباردة القديمة، ولكن يمكنك أن ترى نمطًا عالميًا من التدافع والتوتر. في هذه البيئة، يُنظر إلى خصوم «ترامب» المتصارعين على أنهم أقل ميلًا إلى عقد صفقات قصيرة الأجل تعود بالنفع على الرئيس القادم.
يقول إيفو دالدر، الرئيس التنفيذي لمجلس شيكاغو للشؤون العالمية والسفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي، الأمر الكبير هو أن روسيا في حالة حرب مع الغرب.
تابع «دالدر» بالتأكيد على أن «بوتين» يركز على إخضاع أوكرانيا، بهدف استعادة الموقف الاستراتيجي لروسيا الذي فقدته في نهاية الحرب البارد.. هذا يعني أن «بوتين» شخصية مختلفة تمامًا، أكثر عزلة، وأكثر تركيزًا على هدف واحد مما كان عليه عندما التقى «ترامب» به آخر مرة.
قد تصبح الحرب في أوكرانيا الاختبار الأول لـ«ترامب»، بالنظر إلى الوضع في ساحة المعركة هناك، وإرهاق القوات الأوكرانية المستنفدة وتراجع الدعم في الولايات المتحدة، وخاصة بين الجمهوريين، لمواصلة تقديم المساعدة لـ«كييف».
قال «ترامب» خلال الحملة الانتخابية إنه يستطيع التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في يوم واحد، وهو النوع من المبالغة التي اشتهر بها، لكن الواقع مختلف، والقلق بين المحللين الأوروبيين هو أن «بوتين» ستكون لديه مطالب متطرفة وأن «ترامب»، الحريص على التوصل إلى اتفاق، قد يتنازل عن الكثير.
أضافت الصحيفة: إن التحركات المحتملة لـ«ترامب» بشأن أوكرانيا تشكل مصدر قلق كبير بين حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، الذين كانوا جزءًا من التحالف الذي جمعه «بايدن» في البداية والذين لديهم قضايا أمنية خاصة بهم اعتمادًا على ما سيحدث. هل يبيع «ترامب» الأوكرانيين باتفاقية تدمر سيادتهم بشكل أساسي؟ هل يمكن إجبار أوكرانيا على التنازل عن الأراضي، ولكن في مقابل ضمانات تربطها بالغرب؟
يتولى «ترامب» منصبه مع بعض حلفاء الولايات المتحدة الضعفاء والمستغرقين في المشاكل الداخلية، فقد تعرض إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، لسلسلة من الهزائم السياسية في الأشهر الأخيرة.
انهارت الحكومة الائتلافية للمستشار أولاف شولتز، في ألمانيا، مع اقتراب موعد الانتخابات الجديدة، وتشهد حكومة كوريا الجنوبية حالة من الاضطراب بعد عزل يون سوك يول، رئيس كوريا الجنوبية
شهد جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، استقالة نائبه، وهو الآن غير محبوب بشدة بين عامة الناس.