تراجع الانضباط العسكري في الجيش الإسرائيلي

كشف تقرير أعده فريق من خبراء الجيش الإسرائيلي عن تراجع كبير في مستوى الانضباط والالتزام بالمعايير العسكرية خلال العمليات القتالية التي استمرت لأكثر من عام وثلاثة أشهر في جنوب لبنان. التقرير، الذي عُرض على رئيس الأركان الإسرائيلي، جاء عقب مقتل الباحث زئيف أرليخ (71 عامًا)، أحد مؤسسي مستوطنة عوفرا، والجندي جور كاهاتي، أثناء معركة في جنوب لبنان.
وتعرض الفريق الإسرائيلي لهجوم مسلح من عناصر حزب الله أثناء وجودهم في موقع أثري قرب مدينة صور، ما أدى إلى مقتل أرليخ وكاهاتي، وإصابة ضابطين آخرين بجروح متفاوتة. الحادثة أثارت تساؤلات حول أسباب السماح بوجود مدني في منطقة قتال.
أسباب تراجع الانضباط العسكري
التقرير رصد عدة أسباب لتدهور الانضباط، أبرزها:
1. الاستخدام غير القانوني للهواتف المحمولة: أدى ذلك إلى تسريب معلومات حساسة ونشر مقاطع فيديو أثرت على الشرعية الدولية للعمليات العسكرية.
2. الإهمال في المظهر العسكري: لوحظ تراجع الالتزام بارتداء الزي الرسمي واستخدام رموز غير معتمدة.
3. الدخول غير المصرح به إلى مناطق القتال: سجلت حالات سماح لعدد محدود من المدنيين بدخول مناطق عسكرية دون إذن رسمي، كما حدث في حالة أرليخ.
التوصيات لتعزيز الانضباط
قدم التقرير مجموعة من التوصيات لتحسين الأداء الميداني، أهمها:
1. تعزيز التدريب العسكري: إجراء أيام تدريب مخصصة لترسيخ الانضباط الميداني.
2. إطلاق برامج تعليمية: تستهدف الوحدات القتالية بدءًا من مرحلة التدريب الأساسي لتوضيح أهمية الانضباط في العمليات.
3. زيادة الرقابة: تحسين الالتزام بالقواعد الأمنية والزي الرسمي، مع تكثيف الرقابة على السلوك الميداني.
4. تعزيز السلامة الميدانية: عبر توجيهات صارمة لتجنب الحوادث وتوفير أدوات تدريبية متطورة.
ردود فعل القيادة العسكرية
رئيس الأركان الإسرائيلي أكد أهمية الانضباط العسكري كعامل أساسي لتحقيق النجاح العملياتي، مشددًا على أن هذه المرحلة تمثل فرصة لإجراء تقييم شامل للمعايير العسكرية القائمة وتنفيذ إصلاحات لتعزيز الأداء الميداني.
وأشار إلى الجهود التي تبذلها الوحدات القتالية لتحسين الكفاءة، مشيدًا ببعض النجاحات، رغم التحديات الميدانية.
لا تزال ملابسات مقتل أرليخ وكاهاتي قيد التحقيق من قبل الشرطة العسكرية. ومن المتوقع أن تُعرض النتائج النهائية على النيابة العسكرية قريبًا لاتخاذ القرارات المناسبة بشأن الحادثة.
هذا التقرير يعكس الحاجة الملحة لتحديث الإجراءات العسكرية وتحسين الالتزام بالمعايير لضمان سلامة القوات وتحقيق الأهداف العملياتية.