الجيش الإسرائيلي يستعد للانسحاب من القطاع الغربي في لبنان

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي بدأ التحضير للانسحاب من القطاع الغربي في لبنان، بالتنسيق مع آلية المراقبة الأميركية. ووفقًا للهيئة، يتضمن القرار إقامة مواقع عسكرية أمام كل مستوطنة إسرائيلية لضمان الأمن بعد الانسحاب. في السياق نفسه، أشارت صحيفة “يسرائيل هيوم” إلى أن تمديد وجود الجيش الإسرائيلي في لبنان عقب وقف إطلاق النار جاء بناءً على قرار سياسي، مع حرص القيادة العسكرية على الاحتفاظ بمواقع استراتيجية بالمنطقة.
فرنسا تؤكد تقدم جهود وقف إطلاق النار
تزامنًا مع هذه التطورات، أكد وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، خلال زيارة أجراها إلى بلدة دير كيفا جنوبي لبنان، أن وقف إطلاق النار في لبنان يسير في الاتجاه الصحيح.
ورافق لوكورنو في زيارته وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، حيث التقيا أعضاء الكتيبة الفرنسية المشاركة في قوات “اليونيفيل”.
وأوضح لوكورنو أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يحقق نتائج ملموسة في مجال فض النزاعات وتوفير الأمن، مشيرًا إلى تلقي الآلية الفرنسية-الأميركية المشتركة ما يزيد عن 300 شكوى، مما يعكس كفاءة الآلية في تنفيذ مهامها.
تفاصيل الاتفاق: جدول زمني وآلية التنفيذ
ينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان خلال 60 يومًا، بالتوازي مع انتشار القوات المسلحة اللبنانية وقوات الأمم المتحدة في المناطق التي كانت تحت سيطرة حزب الله سابقًا. وقد أكد لوكورنو أنه مع انتهاء المهلة المحددة، يجب أن يكون الجيش اللبناني والقوات الأممية قد استقرا في المواقع التي سيتم إخلاؤها من قبل القوات الإسرائيلية.
الجهود الدبلوماسية الفرنسية لدعم الاتفاق
خلال زيارته للبنان، أجرى وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان لقاءات مع كبار المسؤولين العسكريين اللبنانيين، من بينهم قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، والمسؤول العسكري المكلف بقطاع جنوب نهر الليطاني. وأوضح لوكورنو أن زيارته تشكل نقطة انطلاق لتخطيط المرحلة المقبلة من تنفيذ الاتفاق، مؤكدًا على أهمية التزام الطرفين بضمان صمود وقف إطلاق النار، الذي وصفه بأنه “هش” ويتطلب إرادة سياسية قوية من جميع الأطراف.
جهود قوات اليونيفيل في جنوب لبنان
زار الوزيران الفرنسيان بلدة دير كيفا، حيث التقيا بعناصر الكتيبة الفرنسية العاملة ضمن قوات اليونيفيل بمناسبة العام الجديد.
وأشاد لوكورنو بدور قوات حفظ السلام في الحفاظ على استقرار المنطقة وتعزيز الأمن. وشدد على أهمية دعم القوات المسلحة اللبنانية لتولي المسؤولية الأمنية بشكل كامل في جنوب لبنان، بما يضمن استمرار تطبيق الاتفاق وتحقيق السلام المستدام في المنطقة.
يأتي الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان كجزء من اتفاق دولي يهدف إلى إنهاء حالة التوتر المستمرة في المنطقة.
وبينما تمثل الخطوة تقدمًا نحو الاستقرار، فإن نجاح الاتفاق يعتمد على التعاون الوثيق بين الأطراف كافة، إلى جانب دعم دولي فعال لضمان تنفيذ الالتزامات المترتبة على الاتفاق.