«بولتون»: «ترامب» قد ينسحب من «الناتو» ولا خطة لديه بشأن إيران
توقع جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، أن دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، قد ينسحب من حلف «الناتو» إذا فاز في الانتخابات المقبلة.
قال «بولتون» لـ«الشرق» ردًا على سؤال بشأن إمكانية انسحاب «ترامب» من حلف «الناتو» في حال عودته للبيت الأبيض، لا أعتقد أن موقفه قد اختلف، فهو يقول أشياء مختلفة في أوقات مختلفة، ولا أعتقد أن أي أحد في فريقه يعرف ما هي نواياه بشأن «الناتو».. «ترامب» في عام 2018 قال إنه سينسحب من الحلف، وهو قادر على القيام بذلك مرة أخرى.
أشار «بولتون» الذي عمل ضمن إدارة «ترامب» لكنه أُقيل عام 2019 بعد صدامه مع الرئيس السابق، إلى أن «ترامب» لا يفهم طبيعة الحلف في الدفاع الجماعي، ويعتقد أن الولايات المتحدة تقدم خدمات الدفاع على أساس تعاقدي إلى مجموعة من الدول الأوروبية الناكرة للجميل والتي لا تدفع مقابل ذلك.
ذكر أن «ترامب» له انتقادات أخرى حيث لم يعجبه مثلًا اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول الأوروبية، وشراء الاتحاد الأوروبي للغاز من روسيا، وكل هذه كانت حجج من أجل الانسحاب المحتمل من الحلف، وليس لتقويته.
لفت «بولتون» إلى أن الرئيس السابق لا يؤمن بأن التحالف الدفاعي المشترك يجعل الولايات المتحدة أكثر أمانًا، إذ يعتقد أننا نفعل ذلك لصالح الأوروبيين ولا يفيد الولايات المتحدة.
تثير احتمالية عودة «ترامب» إلى رئاسة الولايات المتحدة مرة أخرى، قلق العديد من الدول الأعضاء في الحلف البالغ عددها 32 دولة، نظرًا لانتقاداته المتكررة للحلف حينما كان في السلطة أو خارجها.
سبق أن أشار «ترامب» إلى أنه لن يدافع عن أعضاء حلف شمال الأطلسي الذين لم يحققوا هدف الإنفاق العسكري للحلف، وهو 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لكل عضو إذا تعرضوا لهجوم عسكري، واعترض أيضًا على حجم المساعدات المقدمة لأوكرانيا.
عن مستقبل العلاقات الأمريكية مع إيران خلال فترة المرشح الجمهوري المحتملة، قال «بولتون»، إن «ترامب» نفسه لا يعرف وربما لن يعرف حتى نهاية فترته، فقد أبلغ إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، وأنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية السابقة عام 2018، وذلك قبل أسابيع من انسحابه من الاتفاق النووي أنه كان مستعدًا تمامًا للتفاوض بشأن اتفاق أكبر من «طهران» ليس فقط بشأن الأسلحة النووية، بل يشمل الصواريخ «البالستية»، والدعم الإيراني للإرهاب، على حد وصفه.
تابع «بولتون»، أعتقد أنه قد يقرر الإيرانيون التفاوض مع «ترامب» الذي كان ينوي الجلوس مع كيم جونج أون، رئيس كوريا الشمالية، لافتًا إلى أنه لا يوجد أسوأ من النظام الإيراني الحالي، فالمعارضة والكثير من الإيرانيين يريدون انتخابات نزيهة، وحكومة مسؤولة تجاه الشعب.
أوضح أن «ترامب» يعتقد أن العلاقات الدولية تعتمد بشكل كلي على العلاقات الشخصية بين القادة، مشيرًا إلى أن الرئيس السابق يعتقد كذلك أنه إذا كان لديه علاقة شخصية مع طيبة مع فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، فهذا يعني أن العلاقات الروسية-الأمريكية جيدة.
شدد «بولتون» على أن العلاقات الشخصية مهمة، لكن هذه ليست الطريقة التي ينظر بها قادة إيران، وروسيا، وكوريا الشمالية للعلاقات الدولية.
انتخب الإيرانيون مسعود بيزشكيان، رئيسًا جديدًا للبلاد، وهو سياسي معتدل قال إنه سيتبنى سياسة خارجية عملية، وسيعمل على تخفيف التوتر مع القوى المشاركة في الاتفاق النووي لعام 2015. وبالنسبة لـ«بيزشكيان» فإن الرهان كبير، فالرئيس يمكن أن يصبح ضعيفًا سياسيًا إذا فشل في إحياء الاتفاق، الذي انسحب منه في 2018 وأعاد «ترامب» فرض عقوبات قاسية على إيران، بحسب وكالة «رويترز».