منوعات

فيضانات غير مسبوقة تغرق السودان وتضع الجزيرة أبا التاريخية على شفا الزوال

في مأساة جديدة تعصف بالسودان، اجتاحت مياه النيل الأبيض مناطق واسعة من البلاد، مسببة فيضانات مدمرة تُهدد حياة الآلاف وتُعرض مناطق تاريخية للخطر، أبرزها الجزيرة أبا.

 كارثة طبيعية تفاقم معاناة السودان

مع استمرار الأزمات السياسية والأمنية في السودان، جاءت الفيضانات لتضيف تحديًا جديدًا يُثقل كاهل البلاد. فقد غمرت المياه القرى والمدن الواقعة على ضفاف النيل الأبيض، ما أدى إلى دمار واسع في المنازل والمزارع والبنية التحتية. وأفاد السكان المحليون في مناطق “شبشة”، “ود النجومي”، و”الجزيرة أبا” أنهم يواجهون كارثة حقيقية بعدما دمرت المياه كل ما يعترض طريقها.

 إغلاق خزان جبل أولياء وتأثيره الكارثي

كشف خبراء الموارد المائية أن السبب الرئيسي وراء تفاقم الفيضان يعود إلى إغلاق خزان جبل أولياء من قبل قوات الدعم السريع، وهو ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل غير مسبوق.

وأشارت وزارة الري والموارد المائية إلى غياب مهندسي الري نتيجة الصراعات الداخلية، مما أسهم في تفاقم الأزمة وتحولها إلى كارثة بيئية غير مسبوقة.

 الجزيرة أبا تواجه خطر الغرق

الجزيرة أبا، التي تحمل قيمة تاريخية وثقافية كبيرة للسودان، تعيش أوضاعًا مأساوية مع ارتفاع منسوب النيل الأبيض، الذي يُهدد بغمر المنازل والأراضي الزراعية بالكامل.

ومع استمرار تدفق المياه وتدهور الظروف البيئية والصحية، يكافح السكان للبقاء في ظل نقص الموارد والإمدادات الأساسية.

الأزمة الإنسانية تتفاقم

الفيضانات لم تقتصر على تدمير الممتلكات، بل فاقمت من معاناة السكان الذين يعيشون أصلاً تحت وطأة الحروب الداخلية. فالمدن الكبرى مثل كوستي، الدويم، والقطينة باتت على شفا الكارثة، حيث تحولت المناطق المغمورة بالمياه إلى مستنقعات، مما يهدد بتفشي الأمراض في ظل غياب خدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية.

النيل الأبيض، الذي يُعتبر شريان الحياة لملايين السكان، يتحول الآن إلى مصدر تهديد وجودي. ومع استمرار ارتفاع منسوب المياه، تظل الجهود المبذولة غير كافية لاحتواء الكارثة.

يبقى السؤال: هل ستتمكن السلطات السودانية والمجتمع الدولي من تقديم المساعدة اللازمة لإنقاذ المناطق المتضررة؟ أم أن الفيضانات ستستمر في حصد المزيد من الأرواح والممتلكات؟

بين الكوارث الطبيعية والصراعات الداخلية، يقف السودان أمام تحديات غير مسبوقة تتطلب استجابة عاجلة وتكاتفًا دوليًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى