خطة شاملة لإعادة بناء الجيش السوري ودمج الفصائل المسلحة
في تحول كبير على الساحة السورية، أعلنت القيادة العامة في البلاد عن لقاء عقده أحمد الشرع، القائد الحالي للمؤسسة العسكرية، مع ممثلين عن الفصائل المسلحة لمناقشة مستقبل المؤسسة العسكرية.
اللقاء جاء بعد تطورات سياسية وأمنية جذرية شهدتها سوريا، عقب سقوط نظام بشار الأسد وفراره إلى روسيا.
دمج الفصائل المسلحة في الجيش الجديد
أكد أحمد الشرع خلال اللقاء أن كافة الفصائل المسلحة سيتم دمجها في مؤسسة عسكرية موحدة تحت إشراف وزارة الدفاع.
هذا الإجراء يهدف إلى بناء جيش جديد يمثل كافة مكونات الشعب السوري، ويضع حدًا لانتشار السلاح خارج إطار الدولة. كما أوضح الشرع أن السلاح لن يكون في المستقبل إلا بأيدي الدولة السورية، مما يعكس توجهًا لإعادة ضبط الأمن وتحقيق الاستقرار في البلاد.
إلغاء التجنيد الإجباري ورفع الرواتب
في خطوة لطمأنة الشعب السوري، أعلن الشرع عن إلغاء التجنيد الإجباري، وهي خطوة اعتبرها كثيرون استجابة لمطالب طويلة الأمد للشعب.
كما أشار إلى دراسة جارية لزيادة رواتب العسكريين والمدنيين بنسبة تصل إلى 400%، في محاولة لتخفيف المعاناة الاقتصادية التي تعصف بالسوريين.
دعوات لرفع العقوبات وإعادة البناء
في تصريحاته، شدد الشرع على ضرورة رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، مؤكدًا أن البلاد المنهكة من سنوات الحرب لا تمثل تهديدًا لجيرانها أو للدول الغربية. وأشار إلى أن رفع العقوبات هو السبيل الوحيد لإعادة بناء سوريا وإطلاق عجلة التنمية.
كما طالب بشطب هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات الإرهابية، معتبرًا أن سوريا المتجددة يجب أن تتجاوز التصنيفات السابقة لتحقيق الوحدة الوطنية.
التأكيد على وحدة سوريا والمصالحة الوطنية
الشرع، الذي أصبح الحاكم العسكري الفعلي منذ الإطاحة بالنظام السابق، شدد على أهمية الوحدة الوطنية وعدم إقصاء أي مكون سوري من المشاركة في إعادة بناء البلاد. وأكد أن سوريا المتعددة يجب أن تبقى نموذجًا للتعايش السلمي بين مختلف مكوناتها.
السيطرة على البلاد وسقوط الأسد
يُذكر أن الفصائل المسلحة شنت هجومًا واسعًا قبل أسبوعين سيطرت خلاله على مدن رئيسية مثل حلب، حماة، وحمص، وصولًا إلى العاصمة دمشق.
وفي الثامن من ديسمبر، أعلن رسميًا عن سقوط نظام بشار الأسد، الذي فرّ إلى روسيا حيث منح حق اللجوء.
إطلاق المعتقلين وفتح السجون
من بين الإجراءات التي اتخذتها الفصائل عقب السيطرة على البلاد، فتح كافة السجون وإطلاق سراح مئات المعتقلين والمساجين.
هذه الخطوة لاقت ترحيبًا شعبيًا واسعًا، باعتبارها بادرة نحو المصالحة الوطنية وبناء ثقة جديدة بين الشعب والحكومة المقبلة.
مع هذه التطورات، تبدو سوريا على أعتاب مرحلة جديدة. القيادة الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، تضع الأسس لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها، في وقت يواجه فيه السوريون تحديات كبيرة على المستوى الأمني، السياسي، والاقتصادي.