أخبار دولية

بايدن يزور أفريقيا لأول مرة كرئيس.. بهدف تعزيز مشاريع بنية تحتية لمنافسة الصين

يتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أنغولا في زيارة هي الأولى له إلى قارة أفريقيا خلال فترة رئاسته.

هذه الزيارة التي تركز على تعزيز العلاقات مع أفريقيا وتطوير مشاريع استراتيجية، تهدف بشكل خاص إلى تقديم دعم أمريكي لمشاريع بنية تحتية كبرى تشكل تحديًا مباشرا للنفوذ الصيني في القارة.

الزيارة تستمر لمدة يومين وتستهدف إطلاق مشروع سكة حديد عملاق يمكن أن يغير المعادلة الاقتصادية في المنطقة.

مشروع سكة حديد لوبيتو: الطريق إلى منافسة الصين

أحد أبرز مشاريع التعاون بين الولايات المتحدة وأفريقيا هو مشروع سكة حديد لوبيتو، الذي يهدف إلى ربط جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا بميناء لوبيتو الأنغولي على المحيط الأطلسي.

هذا المشروع المدعوم جزئياً من قروض أمريكية، يوفر طريقًا سريعًا وفعالًا لتصدير المعادن الثمينة مثل النحاس والكوبالت من الكونغو، وهي موارد أساسية لصناعة البطاريات والتكنولوجيا. ومع تزايد هيمنة الصين في الكونغو، يعد هذا المشروع خطوة مهمة في تقليص النفوذ الصيني في مجال التعدين في أفريقيا.

التنافس بين أمريكا والصين في قطاع البنية التحتية

الصين تعتبر لاعبًا رئيسيًا في مشاريع البنية التحتية في أفريقيا، حيث تسعى إلى تعزيز تواجدها في الأسواق العالمية من خلال استثمارات ضخمة في مشاريع مماثلة.

في سبتمبر 2024، وقعت الصين اتفاقيات مع تنزانيا وزامبيا لإحياء خط سكة حديد منافس يتجه إلى الساحل الشرقي لأفريقيا.

في هذا السياق، يأتي مشروع سكة حديد لوبيتو كخطوة استراتيجية من الولايات المتحدة لمنافسة هذه المشاريع الصينية وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول أفريقيا.

دعم أمريكا لمشاريع البنية التحتية في أفريقيا

مشروع سكة حديد لوبيتو ليس مجرد مشروع منفرد، بل يعد تجربة اختبارية لنجاح الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

الولايات المتحدة تأمل أن يؤدي هذا المشروع إلى تمهيد الطريق لمشاريع بنية تحتية أخرى في أفريقيا، مما يساعد على تعميق العلاقات التجارية بين أمريكا والدول الأفريقية. في هذا السياق، تسعى إدارة بايدن إلى تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي مع أنغولا ودول أخرى في القارة.

أول زيارة لبايدن إلى أفريقيا: خلفيات وتحديات

كانت زيارة بايدن إلى أنغولا مقررة في أكتوبر 2024، لكنها تأجلت بسبب اقتراب إعصار ميلتون من فلوريدا.

تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة نظرًا للعلاقات التاريخية المعقدة بين الولايات المتحدة وأنغولا. فقد شهدت أنغولا حربًا أهلية استمرت 27 عامًا، خلالها دعمت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أطرافًا متنافسة. ومع تطور الأوضاع بعد الاستقلال، دخلت الولايات المتحدة في علاقات دبلوماسية مع أنغولا في عام 1993.

مستقبل التعاون بين أمريكا وأنغولا

من المتوقع أن تعزز زيارة بايدن من مكانة أنغولا كمركز استراتيجي في العلاقات الاقتصادية الأمريكية مع قارة أفريقيا.

ويأمل المسؤولون الأمريكيون أن يؤدي هذا التعاون إلى المزيد من المشاريع المشتركة، في الوقت الذي يسعى فيه بايدن إلى الوفاء بالوعود التي قطعها تجاه القارة، بما في ذلك تعزيز التعاون في مجالات التنمية والبنية التحتية.

خطوة استراتيجية نحو تعميق العلاقات مع أفريقيا

زيارة بايدن إلى أفريقيا تعد خطوة مهمة في تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية. إذ أنها ليست فقط تهدف إلى تحسين التعاون الاقتصادي، بل تعكس تحولًا في السياسة الأمريكية تجاه القارة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى التنافس مع القوى الكبرى مثل الصين لتعزيز نفوذها في القارة الأفريقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى