الإمارات وإندونيسيا: شراكة اقتصادية استراتيجية وتعزيز التعاون الثنائي
تتمتع العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وإندونيسيا بتاريخ طويل ونمو مستمر، إذ تمثل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين نقلة نوعية في تعميق التعاون الاستثماري والتجاري.
مع زيارة رئيس إندونيسيا، برابوو سوبيانتو، إلى أبوظبي في نوفمبر 2024، تواصل العلاقات الثنائية مسيرتها نحو تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
تاريخ طويل من التعاون
تعود العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وإندونيسيا إلى عام 1976، حيث تم افتتاح سفارة إندونيسيا في أبوظبي في 1978، وتبعها افتتاح سفارة الإمارات في جاكرتا في 1991.
شهدت هذه العلاقات تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مع تبادل الزيارات على مستوى القادة وكبار المسؤولين، مما أسهم في توقيع العديد من الاتفاقيات التي تعزز التعاون بين البلدين في مجالات عدة.
الشراكة الاقتصادية الشاملة: خطوة نحو المستقبل
تم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وإندونيسيا في يوليو 2022، ودخلت حيز التنفيذ في سبتمبر 2023. تهدف الاتفاقية إلى تحفيز التجارة البينية بشكل كبير، حيث من المتوقع أن ترتفع التجارة بين البلدين من 3 مليارات دولار في 2021 إلى أكثر من 10 مليارات دولار سنويًا في غضون خمس سنوات، من خلال تخفيض الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من السلع والخدمات.
مزايا استراتيجية للاتفاقية
الاتفاقية تتيح للشركات الإماراتية الوصول إلى السوق الإندونيسية بشكل أفضل، مع إعفاء أكثر من 80% من الصادرات الإماراتية إلى إندونيسيا من الرسوم الجمركية. كما أنها تسهم في تبسيط الإجراءات الجمركية وزيادة فرص الشركات الإماراتية في الحصول على عقود حكومية إندونيسية، مما يعزز فرص التوسع في قطاعات متعددة مثل الطاقة المتجددة، السياحة، والعقارات.
التجارة والاستثمار بين البلدين
حجم التجارة بين الإمارات وإندونيسيا شهد زيادة ملحوظة، حيث ارتفع إجمالي التجارة غير النفطية بنسبة 7% من 4.1 مليار دولار في 2022 إلى 4.37 مليار دولار في 2023. وفيما يتعلق بالاستثمار، بلغت التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى إندونيسيا نحو 2.7 مليار دولار بين 2019 و2023.
بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع العديد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة المتجددة والأمن الغذائي، مع تنفيذ مشاريع مشتركة مثل محطة الطاقة الشمسية العائمة في إندونيسيا التي أطلقتها شركة “مصدر” الإماراتية.
شراكة استراتيجية في المستقبل
إندونيسيا تعد اليوم واحدة من أبرز الشركاء التجاريين لدولة الإمارات في منطقة جنوب شرق آسيا. مع استمرار التعاون بين البلدين في مجالات حيوية مثل الطاقة المتجددة، الأمن الغذائي، والمشروعات الاستثمارية الكبرى، يتوقع أن تستمر الشراكة الإماراتية الإندونيسية في النمو والازدهار في السنوات القادمة.