هل يمثل تحالف «ماسك» و«ترامب» فرصة للنمو أم تهديدًا لسمعة شركاته؟
أثار التحالف بين إيلون ماسك ودونالد ترامب اهتمام المحللين لتداعياته المحتملة على شركات «ماسك» والاقتصاد الأمريكي.
بعد إعلان «ماسك» عن دعمه لحملة «ترامب» الانتخابية وترحيبه بتولي منصب استشاري في إدارته المقبلة، تنوعت آراء الخبراء حول التأثيرات الإيجابية والسلبية التي قد تنتج عن هذا التحالف.
أحد أبرز المجالات التي قد يستفيد فيها «ماسك» وشركاته هو العقود الحكومية، حيث تعتمد «سبيس إكس» بشكل كبير على التمويل الحكومي، وخاصة من وكالات مثل «ناسا» ووزارة الدفاع الأمريكية.
كان لـ«ترامب» دور كبير في تعزيز الاستثمارات في قطاع الفضاء خلال فترة رئاسته السابقة، ما فتح المجال أمام «سبيس إكس» لإبرام عقود مهمة.
يعتقد بعض المحللين أن هذا التعاون قد يعزز فرص «سبيس إكس» في الحصول على عقود إضافية مع الحكومة الأمريكية، خاصة في المشاريع الفضائية والعسكرية، مما يضمن تدفقًا مستمرًا للتمويل ويدعم الأهداف المستقبلية للشركة.
يتوقع الخبراء أن تتيح هذه العلاقة الفرصة لـ«ماسك» للتأثير على السياسات التنظيمية في قطاعات حيوية مثل صناعة السيارات الكهربائية والإنترنت عبر الأقمار الصناعية، إذ تعاني شركات التكنولوجيا، مثل «تسيلا»، من تحديات تنظيمية ومعايير بيئية صارمة، ولكن بفضل نفوذه السياسي، قد يتمكن «ماسك» من الحصول على تسهيلات تساهم في تعزيز إنتاج «تسيلا» وتوسيع نطاقها في السوق الأمريكية والدولية. أما «ستارلينك»، فمن المحتمل أن تستفيد من تسهيلات تتعلق بتراخيص الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، مما يمكن الشركة من توسيع خدماتها إلى مزيد من المناطق النائية والدولية.
يرى بعض الاقتصاديين أن هذا التحالف قد يعزز من حظوظ «ماسك» في الحصول على حوافز ضريبية أو دعم مالي من إدارة «ترامب»، وهو ما يمكن أن يعود بالنفع على شركاته في مجالات مثل تطوير تكنولوجيا البطاريات وزيادة الاستثمار في مشاريع الفضاء والطاقة النظيفة.
قد تسهم هذه الحوافز في تخفيض التكاليف المرتبطة بتطوير وإنتاج السيارات الكهربائية، وكذلك في تشجيع الأبحاث والتطوير في مجالات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المستدامة.
لا يخلو هذا التحالف من المخاطر. إذ يحذر بعض الخبراء الآخرين من أن علاقة «ماسك» بـ«ترامب» قد تؤدي إلى تراجع في سمعة شركاته بين المستهلكين الذين لا يؤيدون سياسات «ترامب»، خاصة في ضوء الانقسام السياسي الحاد في الولايات المتحدة.
قد يؤثر هذا الانقسام سلبًا على مبيعات «تسيلا» ويخفض من قيمتها السوقية، خصوصًا مع القاعدة العريضة من المستهلكين الذين يهتمون بمبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه شركات «ماسك» تحديات في الأسواق الدولية إذا اتبعت إدارة «ترامب» المقبلة سياسات تجارية حمائية، مما قد يعقد دخول «تسيلا» إلى بعض الأسواق الأجنبية.
يشدد المراقبون على أن توازن «ماسك» بين مصالحه التجارية وعلاقاته السياسية سيكون أمرًا حاسمًا لاستدامة نجاح شركاته. فقد يكون عليه الحذر من التورط في سياسات قد تؤثر على سمعة شركاته أو على علاقاتها مع المستهلكين والأسواق الدولية، خاصة في قطاعات حساسة كالطاقة النظيفة والتكنولوجيا.