أخبار دولية

«واشنطن» تتلقى تقارير عن استخدام أسلحتها لقتل مدنيين في «غزة»

رصد مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية حوالي 500 حادثة محتملة تسببت في أذى أو وفاة مدنيين خلال الحرب في «غزة»، باستخدام أسلحة أمريكية.

ذكرت 3 مصادر منهم مسؤول أمريكي سابق، أن هذه الوقائع، التي قد يمثل بعضها انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، تم تسجيلها منذ السابع من أكتوبر 2023 عندما اندلعت حرب «غزة».

يجري جمع المعلومات الخاصة بالوقائع بالاستعانة بما يعرف باسم دليل الاستجابة لحوادث الإضرار بالمدنيين الصادر عن وزارة الخارجية، وهو آلية رسمية لتتبع وتقييم أي إساءة استخدام للأسلحة أمريكية المنشأ.

جمع مسؤولون في وزارة الخارجية معلومات الحوادث من مصادر عامة وغير عامة، بما في ذلك التقارير الإعلامية وجماعات المجتمع المدني واتصالات مع حكومات أجنبية.

ورد في مذكرة داخلية بوزارة الخارجية اطلعت عليها «رويترز»، أن الآلية وضعت في أغسطس 2023 لتطبق على جميع الدول التي تتلقى أسلحة أمريكية، وتتضمن 3 مراحل هي تحليل الحادث ثم تقييم أثره على السياسات ثم تنسيق تحرك الوزارة، علما أن المذكرة تحمل تاريخ ديسمبر التالي.

قال مسؤول أمريكي سابق مطلع على الأمر إنه لم تصل بعد أي واحدة من القضايا المتعلقة بـ«غزة» إلى المرحلة الثالثة من الإجراءات.

أضاف أن الخيارات ربما تتراوح بين العمل مع الحكومة الإسرائيلية للمساعدة في تقليل الضرر، أو تعليق التراخيص الحالية لتصدير الأسلحة، أو حجب الموافقات المستقبلية.

كانت صحيفة «واشنطن بوست» أول من أورد تقارير عن وقوع ما يقرب من 500 حادثة.

أحجمت وزارة الخارجية عن التعليق على هذه المسألة، وقال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم الوزارة، في أغسطس إن «واشنطن» تراجع عن كثب التقارير التي تتحدث عن انتهاكات للقانون الدولي، وإنها أدرجت العملية المتعلقة بإلحاق الضرر بالمدنيين كواحدة من السياسات الموضوعة تحت تصرفها.

تقول إدارة جو بايدن، الرئيس الأمريكي، منذ فترة طويلة إنها لم تقيّم حتى الآن بشكل قاطع حادثة انتهكت فيها إسرائيل القانون الدولي الإنساني خلال عمليتها في «غزة».

قال جون رامينغ تشابيل، المستشار القانوني في مركز المدنيين في الصراعات، إن إدارة «بايدن» كانت تحيل الأمر باستمرار إلى السلطات الإسرائيلية وترفض إجراء تحقيقاتها الخاصة.

أضاف: لم تبذل الحكومة الأمريكية جهدًا كافيًا للتحقيق في كيفية استخدام الجيش الإسرائيلي الأسلحة المصنعة في الولايات المتحدة، التي يدفع ثمنها دافعو الضرائب الأمريكيون.

قال مسؤول أمريكي آخر لـ«رويترز» إن السفارة الأمريكية في القدس أثارت عددًا من الحوادث مع إسرائيل بموجب الدليل.

ذكر المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الإجراءات لا تتناول فحسب الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي، وإنما أي حادث يقتل أو يصاب فيه مدنيون ويتم فيه استخدام أسلحة أمريكية. وتتناول الإجراءات أيضًا ما إذا كان من الممكن تجنب ذلك أو الحد منه.

أضاف المسؤول أن مراجعة حادث ما يمكن أن تؤدي إلى إصدار توصية بأن إحدى وحدات الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى مزيد من التدريب أو إلى عتاد مختلف، علاوة على تبعات أخرى أشد قد تترتب على المراجعة.

يتعرض سلوك الجيش الإسرائيلي لتدقيق متزايد، مع إعلان السلطات الصحية في «غزة» إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 43 ألف فلسطيني في القطاع، منذ أكتوبر 2023.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى