السادات: القائد الذي اغتيل في يوم انتصاره
في السادس من أكتوبر 2024، يُحيي العالم الذكرى الثالثة والأربعين لاغتيال الرئيس المصري أنور السادات، الذي اغتيل في مثل هذا اليوم من عام 1981.
كانت المناسبة في ذلك اليوم احتفالية بذكرى انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر عام 1973، وهو اليوم الذي أصبح ذكرى تاريخية في العالم العربي.
لقد قُتل السادات على يد مجموعة من ضباط الجيش خلال عرض عسكري في القاهرة، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول أسباب اغتياله وتأثيره على مجرى الأحداث في المنطقة.
البدايات والتحديات السياسية
وُلد أنور السادات في 25 ديسمبر 1918 في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية. تخرج من الكلية الحربية عام 1938، وبدأ حياته السياسية مبكرًا، حيث انخرط في حركة التحرر الوطني.
كان أحد قادة تنظيم الضباط الأحرار الذي أطاح بالنظام الملكي عام 1952، كما دعم جمال عبد الناصر خلال فترة حكمه. شغل السادات مناصب رفيعة، بما في ذلك نائب الرئيس، قبل أن يتولى رئاسة مصر في عام 1970 بعد وفاة عبد الناصر.
حرب أكتوبر والتحولات الدبلوماسية
قاد السادات مصر خلال حرب أكتوبر 1973، حيث شن هجومًا مفاجئًا على القوات الإسرائيلية. حقق الجيش المصري نجاحًا استراتيجيًا ملحوظًا، مما ساهم في تعزيز مكانة السادات كقائد عربي بارز.
بعد الحرب، أطلق مبادرات سلام، بما في ذلك زيارته التاريخية إلى إسرائيل عام 1977. أدت جهوده إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد في عام 1978 ومعاهدة سلام في عام 1979، ليصبح السادات أول رئيس عربي يعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل.
السخط الداخلي والاغتيال
على الرغم من النجاحات الخارجية، إلا أن شعبية السادات في مصر تراجعت بسبب المعارضة الداخلية للسلام مع إسرائيل، والضغوط الاقتصادية، وقمعه للمعارضين.
في سبتمبر 1981، شن حملة أمنية واسعة ضد المعارضين السياسيين، مما زاد من الاحتقان. في السادس من أكتوبر 1981، اغتيل السادات خلال عرض عسكري، حيث اقترب المسلحون منه وأطلقوا النار عليه، مما أدى إلى وفاته بعد إصابته بجروح خطيرة.
ردود الفعل والإرث
تباينت ردود الفعل على اغتيال السادات؛ حيث أدان العديد من القادة العالمين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، هذا العمل.
وفي الوقت نفسه، احتفل بعض من معارضيه بمقتله، حيث اعتبرته خطوة نحو إنهاء حكمه. بعد اغتياله، استمر النقاش حول إرثه؛ إذ يُنظر إليه كبطل قومى من قبل البعض، بينما يُعتبر شخصية مثيرة للجدل من قبل آخرين.
رغم الجدل حول شخصيته، لا يمكن إنكار تأثير السادات العميق على مصر والعالم العربي. فقد أدت سياساته الاقتصادية والاجتماعية إلى تغييرات جذرية في المجتمع المصري، كما ساهمت معاهدة السلام في إعادة تشكيل العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل. ومع ذلك، فإن الإرث المعقد الذي تركه ما زال يؤثر على التحولات السياسية والاقتصادية في المنطقة حتى اليوم.