تقارير

تصاعد التوترات بين واشنطن وموسكو حول استهداف روسيا كابلات الاتصالات البحرية وتعطيل الاتصالات العالمية

مع تصاعد الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا، إلى جانب النزاع في أوكرانيا والتوترات بشأن الأمن الأوروبي، تواجه الولايات المتحدة الآن تهديدًا جديدًا من موسكو يستهدف البنية التحتية الحيوية للاتصالات البحرية.

حيث أفادت تقارير بأن روسيا قد تقوم بأنشطة عسكرية متزايدة حول الكابلات البحرية الرئيسية، مما يثير مخاوف من احتمال وقوع هجمات تخريبية قد تعطل اتصالات الإنترنت العالمية.

النشاط العسكري الروسي حول الكابلات البحرية

أكد مسؤولان أميركيان لشبكة CNN أن واشنطن اكتشفت نشاطاً عسكرياً متزايداً لروسيا حول الكابلات البحرية التي تشكل العمود الفقري لحركة الاتصالات والإنترنت العالمية.

ويعتقد أن روسيا تعمل على تعزيز وحدتها العسكرية المتخصصة، المعروفة باسم “مديرية الأركان العامة لأبحاث أعماق البحار” (GUGI)، التي تُشغل أسطولاً من السفن السطحية والغواصات والطائرات البحرية بدون طيار.

إمكانية استهداف الكابلات البحرية

أشار أحد المسؤولين الأميركيين إلى أن روسيا قد تكون تسعى لتطوير قدراتها البحرية من أجل تنفيذ عمليات تخريبية ضد الكابلات البحرية تحت البحر، مما يمثل تهديداً مباشراً للبنية التحتية الحيوية للاتصالات في العالم.

واعتبرت واشنطن أن هذا التوجه يعد “تصعيدًا كبيرًا” يمكن أن يؤثر على الاتصالات الخاصة والحكومية والعسكرية، ويعطل الأسواق المالية وصناعات الطاقة التي تعتمد على هذه الكابلات.

الكابلات البحرية كهدف استراتيجي

تمثل الكابلات البحرية العمود الفقري لشبكة الاتصالات العالمية، حيث تنقل معظم حركة الإنترنت والمكالمات والبيانات بين الدول عبر كابلات الألياف الضوئية الممتدة عبر قاع المحيطات.

وفي حال تم تنفيذ هجوم منسق على هذه الكابلات، فإن ذلك قد يؤدي إلى تعطيل الاتصالات على نطاق واسع بين الحكومات والشركات والأفراد.

النشاط الروسي في شمال أوروبا ومراقبته

تشير تقارير إلى أن النشاط الروسي البحري في بحر البلطيق والمياه المحيطة بشمال أوروبا شهد زيادة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، حيث تتعقب السفن الحربية التابعة لحلف شمال الأطلسي هذا النشاط عن كثب.

وفي العام الماضي، كشفت تحقيقات من هيئات البث العامة في السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا أن روسيا تمتلك أسطولًا من سفن التجسس التي يُشتبه بأنها تعمل على تخريب الكابلات البحرية وطواحين الهواء.

أنشطة مشابهة من الصين

لم تقتصر هذه الأنشطة على روسيا فقط، حيث شهدت القوات التايوانية والأميركية نشاطاً مشابهاً للبحرية الصينية في المياه المحيطة بتايوان. واعتبرت هذه التحركات نوعاً من المضايقة المستهدفة من قبل بكين، أو ربما استعداداً لعمليات عزل تايوان بالكامل في المستقبل.

يبدو أن التهديدات الجديدة تستهدف البنية التحتية للاتصالات الدولية بشكل مباشر، مما يعكس تغيراً في طبيعة الصراعات الدولية نحو استهداف البنى التحتية الحيوية لتعطيل التواصل والاقتصاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى