اقتصاد وتكنولوجيا

شي جين بينغ يعلن عن دعم مالي بقيمة 50 مليار دولار لأفريقيا لتعزيز التعاون العسكري والتجاري

تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتقديم حزمة دعم مالية بقيمة 50 مليار دولار لأفريقيا على مدى ثلاث سنوات، وذلك في إطار سعيه لتعميق العلاقات بين الصين والقارة السمراء.

جاء هذا التعهد خلال منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي انعقد في بكين، حيث حضر المنتدى قادة من نحو 50 دولة أفريقية.

يشمل الدعم الصيني خط ائتمان بقيمة 30 مليار دولار، و11 مليار دولار كمساعدات متنوعة، إضافة إلى استثمارات تقدر بـ10 مليارات دولار من الشركات الصينية.

التعاون العسكري والإعفاءات الجمركية

في إطار تعزيز التعاون بين الصين وأفريقيا، أعلن شي جين بينغ عن تقديم مساعدات عسكرية لأفريقيا تشمل تدريب 6000 عسكري و1000 ضابط شرطة ومسؤول أمني.

كما شمل التعهد إعفاء الواردات من 33 دولة أفريقية من الرسوم الجمركية، وهو ما يوسع الوصول إلى السوق الصينية، ثاني أكبر اقتصاد عالمي.

تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية بكين لتعزيز نفوذها في أفريقيا رغم تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين.

أهداف استراتيجية وتعزيز التعاون الحكومي

من بين أهداف الصين الاستراتيجية هو تعزيز التعاون الحكومي مع أفريقيا من خلال دعوة 1000 عضو من الأحزاب السياسية الأفريقية لتبادل الخبرات في إدارة الدولة والحزب.

يسعى شي جين بينغ إلى استخدام هذا التعاون لتعزيز مكانة الصين كقائد للعالم الجنوبي ومواجهة النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.

تحديات الاقتصاد الصيني وتأثيرها على السياسات الخارجية

على الرغم من هذا الدعم الكبير، تواجه الصين تحديات اقتصادية ملحوظة، حيث يشير تباطؤ النمو الاقتصادي إلى تأثير محدود للسياسات التحفيزية. الاقتصاد الصيني تأثر بشكل كبير بأزمة العقارات، وقد خفض بنك “يو بي إس” توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للعامين الحالي والمقبل، مما يعكس التحديات المستمرة في سوق العقارات وتأثيرها على الاقتصاد الكلي.

التجارة والديون

في الوقت الذي تسعى فيه الصين إلى تعزيز شراكتها مع أفريقيا، تواجه القارة تحديات في التوازن التجاري، حيث يرتفع الفائض التجاري بين الصين وأفريقيا إلى مستوى قياسي.

تتطلع الدول الأفريقية إلى تغييرات في العلاقة الاقتصادية مع الصين لتفادي اختلالات التوازن التجاري وتخفيف أعباء الديون التي أثرت على اقتصاداتها، خصوصاً بعد جائحة كورونا.

تسعى الصين إلى فتح أسواق جديدة أمام شحناتها في ظل تزايد الحواجز التجارية في الدول الغربية. في الوقت ذاته، تؤكد الصين التزامها بدعم التحول نحو الطاقة المتجددة في أفريقيا، مشددة على أهمية بناء “محركات نمو أخضر” تعزز التنمية المستدامة في القارة.

تظل العلاقات بين الصين وأفريقيا محورية في استراتيجية بكين لتعزيز نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين محلياً.

يتطلع القادة الأفارقة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين بشكل يحقق الفائدة المتبادلة ويعزز الاستدامة والنمو الاقتصادي في القارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى