رياضة

حظوظ أكبر لعرب آسيا في كأس العالم 2026 بعد زيادة عدد الفرق

حققت الدول العربية في قارة آسيا نجاحات في عالم الساحرة المستديرة، فقد استضافت قطر كأس العالم 2022، فيما استطاع الدوري السعودي جذب نجوم من الصف الأول من أمثال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، كذلك جنت أبو ظبي ثمار الاستثمار في “مانشستر سيتي”.

وتسعى الأردن والكويت وعمان والبحرين إلى اللحاق بهذا الركب الكروي، فيما قد تحدث بطولة كأس العالم “الموسعة” التي ستُقام عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، فرقا. وقد يمثل مونديال 2026 فرصة حقيقة لهذه المنتخبات العربية للمشاركة في أكبر بطولة كروية ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة كل أربع سنوات.

كأس العالم 2026

وسوف تشهد النسخة المقبلة من المونديال، زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 32 منتخبا شاركوا في مونديال قطر، إلى 48 منتخبا. وشمل ذلك زيادة عدد المقاعد المخصصة لقارة آسيا من أربعة إلى ثمانية مقاعد.

وسوف يفتح ذلك الباب أمام دخول منافسين جدد من آسيا بالإضافة إلى منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأستراليا والسعودية، وهي فرق لطالما كانت حاضرة في بطولات كأس العالم السابقة.

تكافؤ الفرص

وفيما يتعلق بالتاريخ العربي الآسيوي في عالم كرة القدم، كانت الكويت رائدة كرويا خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات، حيث فاز منتخبها بكأس آسيا في عام 1980 وكانت أول دولة عربية آسيوية تتأهل إلى كأس العالم، وتحديدا في مونديال إسبانيا 1982.

بيد أن هذا التفوق الكروي لم يدم طويلا حيث عانت كرة القدم الكويتية من كبوات كان آخرها فرض الفيفا الإيقاف على الاتحاد الكويتي في أكتوبر/ تشرين الأول 2015 بسبب اتهامات للحكومة بالتدخل في شؤون اللعبة. واستمر الحظر لعامين ما أدى إلى توقف الحياة الكروية ووضع الكويت في مرتبة بعد الإمارات وقطر.

وفي مقابلة مع DW، قال عبد الله المطيري، المدرب السابق لنادي الجهراء الكويتي، إنه بسبب “هذا الإيقاف، لم نعد نمتلك لاعبين شبابا جيدين، فيما بات المشجع الكويتي أكثر اهتماما بالدوري عن دعم منتخب بلاده. سوف يساعد القرار الأخير على تعزيز حظوظ الكويت في التأهل لكأس العالم رغم وجود العديد من المشاكل”.

وتعد الكويت من بين 18 منتخبا آسيويا سيلعبون في الدور الثالث من التصفيات، وهي مقسمة إلى ثلاث مجموعات، تضم كل واحدة منها ستة فرق. وسوف يتأهل الفريقان الأول والثاني من كل مجموعة تلقائيا (أي تصعد للمونديال مباشرة 6 فرق)، بينما يذهب الفريقان اللذان سيحتلان المركزين الثالث والرابع من كل مجموعة إلى دور إقصائي للتنافس على المقعدين الآخرين المخصصين لقارة آسيا.

ولا يتوقع عبد الله المطيري أنه بإمكان الكويت المنافسة على المركزين الأول والثاني، لكن يمكنها حجز المركز الرابع في المجموعة، التي تضم كوريا الجنوبية والعراق والأردن وعمان ومنتخب فلسطين.

وأضاف “ستتأهل كوريا الجنوبية بسهولة وسيتنافس العراق والأردن على المركز الثاني. ثم يأتي بعد ذلك التنافس على المركز الرابع. إنه أمر صعب للغاية، ولكن إذا تمكنت الكويت من تحقيق نتيجة جيدة في المباريات الأربع الأولى، فإن ذلك سوف يجلب دعما كبيرا سوءا من قبل الحكومة أو الجماهير”.

وفي منتصف يوليو/تموز الماضي، أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم عن تعاقده مع المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي لتولي قيادة المنتخب. وتولى بيتزي في السابق منتخبات السعودية والبحرين فضلا عن إحرازه لقب “كوبا أمريكا” عام 2016 مع منتخب تشيلي.

وأضاف المطيري: “هناك فرصة للعديد من الفرق للذهاب إلى كأس العالم وهي فرق طالما حلمت بالوصول إلى المونديال”.

المنافسة عالميا

ولا يقف الأمر عند الكويت، بل أثارت سلطة عمان إعجاب الكثيرين خلال تصفيات مونديال 2022، حيث خسرت فرصة المشاركة في اللحظات الأخيرة. وتحتل عمان المرتبة الـ 76 عالميا في تصنيف الفيفا لمنتخبات الرجال في تفوق بلغ 60 مركزا عن الكويت التي احتلت المرتبة الـ 136 في تصنيف الفيفا.

ولعب المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش دورا في تحسين أداء منتخب عمان رغم قراره عدم تجديد عقده عقب الخروج المخيّب للآمال من دور المجموعات لكأس آسيا التي أقيمت في قطر 2023.

وفي مقابلة مع DW، قال إيفانكوفيتش “جاء التحسن بسبب العمل الجاد. يمكن لمنتخب عمان التأهل لكأس العالم هذه المرة”.

ويعلق كثير من عشاق الساحرة المستديرة الآمال على فرصة تأهل منتخب بلادهم إلى البطولة المقبلة.

عمر العامري، وهو أحد أبزر مشجعي منتخب سلطنة عمان، قال عن ذلك: “بلغنا المركز الرابع في مجموعة أكثر صعوبة خلال تصفيات كأس العالم 2022، لكن التصفيات الحالية سوف توفر لنا فرصة حقيقية للوصول إلى المونديال وهو أمر إذا تحقق سوف يساعد في توسيع القاعدة الجماهيرية للدوري الذي لا يحظى في الوقت الراهن بدعم جماهيري كبير”.

وفي مقابلة مع DW، أضاف: “سيجلب ذلك الكثير من الإثارة وأيضا المال. كل هذه الأشياء ضرورية. لكن أفضل شيء هو منافسة عمان في كاس العالم”.

ورغم أن الأردن لم يتأهل في تاريخه الكروي إلى بطولات كأس العالم، إلا أن منتخب “النشامي” يسعى إلى تحقيق إنجازات في عالم كرة القدم.

ففي بطولة كأس أمم آسيا 2023، فاز المنتخب الأردني بهدفين نظيفين على منتخب كوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي ليتأهل بذلك إلى المباراة النهائية للبطولة لأول مرة في تاريخه. ورغم خسارته أمام قطر، البلد المضيف، إلا أن هذا لا يقلل من أهمية ما حققه “النشامي”.

وفيما يتعلق بمشواره في تصفيات كأس العالم 2026، حسم الأردن تأهله إلى الدور الثالث. وفي ذلك، قال المدافع الأردني عبد الله نصيب، الذي ساهم في تعزيز تفوق الأردن خلال كأس آسيا 2023، “لقد حلمنا منذ فترة طويلة بالتأهل إلى كأس العالم. ونحن متفائلون بقدرتنا على إنهاء المشوار في المركزين الأول والثاني”.

أما البحرين، فكانت على بعد مرمى حجر من التأهل إلى مونديال عام 2010 بعد أن وصلت إلى الدور الفاصل النهائي للتصفيات، لكن إهدار سيد عدنان ضربة جزاء في الدقيقة الـ 51 أمام نيوزيلندا، كلف منتخب بلاده فرصة التأهل.

وفي ذلك، قال عبد الله المطيري إن “البحرين على غرار سلطنة عمان تجد صعوبة في التأهل لكأس العالم لأنها لا تملك المال الذي تملكه الدول الأخرى. لدى منتخب البحرين أحلام كبيرة، لكن عندما يخسر مباراته الأولى، فإن كل شيء ينهار”.

بيد أن قرار زيادة عدد المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم المقبلة من شأنه أن يمنح البحرين والأردن فرص التعافي من البدايات السيئة.

وفي تعليقه، قال العامري: “في التصفيات السابقة كان علينا التغلب على اليابان وأستراليا لكي نحظى بفرصة التأهل، لكن الآن نحتاج فقط إلى الفوز على منتخبي فلسطين والكويت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى