يظل تأثير المعادن الثقيلة و الكيميائيات الناتجة عن عروض الألعاب النارية في الماء والتربة مدة أطول. وهذا يتسبب في تشكيل خطر على الإنسان والبيئة ويتسبب أيضًا في نفوق الطيور.
ورد في دراسة اجرتها مجلة علوم التعرض وعلم الأوبئة البيئية، أن التلوث الناتج عن عروض الألعاب النارية أكبر من التلوث الناجم عن نشوب الحرائق في كندا.
متوسط تركيز الجزيئات الدقيقة اليومية في نيويورك كان 15 ميكروجرام لكل متر مكعب، ولكن نتيجة للتلوث الذي نتج عن حرائق الغابات في كندا أرتفع هذا الرقم ارتفع إلى 460 ميكروجرام.
وحدد العلماء أن كمية الجزيئات الصغيرة من المعادن الخطرة و المركبات العضوية الناتجة عقب عروض الألعاب النارية بلغت 3 الآف ميكروجرام لكل متر مكعب.
التلوث المعدني يشكل خطر على البشرية
و قالت عضوة هيئة تدريس هندسة البيئة بجامعة اولوداغ ببورصة إفسون ديندار، أن التلوث المعدني يشكل خطر على البشرية والكائنات الحية وحتى الكائنات الحية الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة داخل التربة.
و أوضحت إفسون، أن الألعاب النارية تحتوي على مواد كيميائية مثل الباريوم، والسترونشيوم، ونترات البوتاسيوم، والكبريت، وهذه المواد قد تكون سامة ويمكن أن تتراكم في البيئة مسببة تأثيرات ضارة.
هذه المواد الكيميائية يمكن أن تبقى في التربة والمياه لسنوات، فعلى سبيل المثال، المعادن الثقيلة لا تتحلل بيولوجيًا وتتراكم في النظام البيئي.
و أنه من خلال الماء أو الرياح، يمكن أن تنتشر المواد الكيميائية على مساحات واسعة، على سبيل المثال، يمكن لمياه الأمطار أن تحمل المواد الكيميائية إلى الأنهار، بينما يمكن للرياح أن تحمل الجسيمات لمسافات طويلة في الغلاف الجوي.
كما أشارت إلى أن هذا الانتشار قد يؤدي إلى تلوث التربة والمياه في مناطق أكبر، وقد تتلوث الأراضي الزراعية وموارد المياه، مما قد يكون له آثار سلبية على السلسلة الغذائية.
الألعاب النارية سبب نفوق الطيور
و حذرت إفسون من الدخان و السخام والغاز غريب الرائحة الذي ينتج خلال عروض الألعاب النارية قائلة: ” هذا يكفي لكي نفهم أنه نشاط يخل بالتوازن فيما يتعلق بتلوث الهواء، ومن جهة أخرى، من حيث الضوضاء و الإضاءة التي تسبب تلوثا ضوئيا بشكل مفرط.
من الناحية الحيوانية، تؤدي الألعاب النارية إلى إجهاد الطيور بشكل خاص، وللأسف قد تسبب في وفاتها، أو قد تصطدم الحيوانات خوفا من الألعاب النارية بالأشياء أثناء هروبها دون أن تدرك ذلك، مما قد يؤدي إلى خسائر في الأرواح.
وإذا استمرت عروض الألعاب النارية لفترة طويلة، فقد تتأثر الحيوانات الموجودة في المنطقة، وربما تلك التي في طريق الهجرة أيضًا. في الواقع، تسبب هذه الأنشطة ضررًا كبيرًا للنظام البيئي، يصل إلى حد التسبب في موت الطيور والكائنات الطائرة الأخرى.”
وكانت قد أعلنت بلديات كبرى الولايات التركية، سابقًا حظر استخدام الألعاب النارية في الاحتفالات التي أعقبت الانفجار الهائل الذي وقع في مصنع للألعاب النارية في ولاية صقاريا، الجزء الشمالي الغربي من البلاد في الثالث من تموز/ يوليو لعام 2020، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 122.