الهند وميزان العلاقات بين روسيا وأوكرانيا: زيارة مودي في ظل التوترات الدولية
تأتي زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى أوكرانيا في أعقاب جدل حول علاقته المتقاربة مع روسيا، حيث أثار ذلك جدلاً كبيرًا بسبب موقف نيودلهي الغامض من الحرب الروسية الأوكرانية.
السياق السياسي والزيارة المرتقبة
تستعد الهند لزيارة جديدة من نوعها لرئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى أوكرانيا، حيث لم تحدد وزارة الخارجية الهندية بعد الموعد الدقيق لزيارته إلى بولندا وأوكرانيا، لكن التقارير الإعلامية الهندية تشير إلى أنها قد تُعقد في وقت لاحق من هذا الأسبوع. تأتي هذه الزيارة بعد انتقادات شديدة من كييف لمودي، على خلفية معانقته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارته لموسكو في يوليو الماضي.
علاقات الهند المتشابكة مع موسكو
لطالما تمتعت الهند وروسيا بعلاقات وثيقة تعود إلى حقبة الحرب الباردة، وكانت موسكو لعقود طويلة المورد الرئيسي للأسلحة للهند.
إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا تدريجيًا في هذا التوازن، حيث تقلصت حصة روسيا من واردات الأسلحة الهندية بشكل حاد، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الصراع المستمر في أوكرانيا الذي استنزف مخزون الأسلحة الروسية.
التحديات الاقتصادية والسياسية
رغم الضغط الغربي، استمرت الهند في شراء كميات كبيرة من النفط الروسي بأسعار مخفضة، مما جعلها تسهم في تغذية الاقتصاد الروسي وتحافظ في الوقت ذاته على توفير مواردها.
هذا الموقف الهندي قوبل بانتقادات شديدة من الدول الغربية التي ترى أن الهند تلعب دورًا مزدوجًا، حيث تواصل تطوير علاقاتها الأمنية مع الولايات المتحدة والدول الغربية، بينما تحافظ على تعاونها الوثيق مع موسكو.
التأثيرات على الهند
ورغم الفوائد الاقتصادية التي تحققها نيودلهي من التعامل مع موسكو، فإن الصراع في أوكرانيا ألقى بظلاله على الهند، حيث قتل ما لا يقل عن خمسة جنود هنود خلال هذا الصراع، مما دفع الحكومة الهندية إلى إعادة النظر في بعض مواقفها.
مستقبل العلاقات الهندية الروسية
تظل الهند مؤيدة لعالم متعدد الأقطاب وتسعى جاهدة لتحقيق توازن دقيق بين علاقاتها مع موسكو والغرب. وتعد زيارة مودي القادمة إلى أوكرانيا اختبارًا جديدًا لقدرة نيودلهي على الموازنة بين علاقاتها الدولية المعقدة.