إكس بي-70 فالكيري: قصة الطائرة الأسرع من الصوت القادرة على حمل صورايخ نووية
في أواخر خمسينيات القرن العشرين، بدأت القوات الجوية الأمريكية بالبحث عن بديل للقاذفة الثقيلة “بي-52 سترافورترس”.
اختيرت القاذفة “إكس بي-70 فالكيري” لتكون هذا البديل، حيث زودت بستة محركات توربوجيتية تجعلها أسرع من الصوت، مع قدرة على حمل صواريخ نووية وتنفيذ ضربات ضد الاتحاد السوفياتي.
صُممت “إكس بي-70 فالكيري” لتحلق بسرعة تزيد عن ثلاثة أضعاف سرعة الصوت، من ارتفاعات تصل إلى 21 كيلومترًا. بلغ وزن الطائرة الفارغة 115 طنًا، وكانت قادرة على استيعاب 22 طنًا من القنابل والصواريخ.
تمتلك الطائرة جناحين بامتداد يزيد عن 100 قدم، وطول إجمالي يبلغ 185 قدمًا، مما جعلها واحدة من أكثر الطائرات إثارة للإعجاب في ذلك الوقت.
تتميز “إكس بي-70” بجناحين يمكن أن ينثنيا للأسفل عند التحليق بسرعات فائقة لتقليل مقاومة الهواء.
اعتمد التصميم على أجنحة دلتا، وهيكل طويل نحيف مشابه لتصميم طائرات الكونكورد وطائرة “توبوليف توني 144” السوفياتية. كما أضيفت جناحات صغيرة بالقرب من قمرة القيادة لتوفير تحكم أفضل عند السرعات المنخفضة.
رغم أن “إكس بي-70” كانت مصممة للهروب من صواريخ الدفاع الجوي السوفياتية بفضل سرعتها وارتفاعها الكبير، إلا أن تطور الطائرات الاعتراضية والصواريخ السوفياتية بدأ في تقويض جدواها. وصلت تكلفة الطائرة إلى 750 مليون دولار، ما يعادل أكثر من 5 مليارات دولار حاليًا، وواجهت مشاكل تقنية تتعلق بتصميم قمرة القيادة وتحمل الضغط الناتج عن السرعات العالية.
في عام 1966، تعرضت الطائرة الثانية من “إكس بي-70” لحادث مميت أثناء جلسة تصوير، ما أدى إلى وفاة طيارها وإصابة طيار آخر بجروح خطيرة.
لم يتجاوز عدد رحلات الطائرة الأولى 46 رحلة، بينما استمرت الطائرة الثانية في الخدمة لعدة سنوات مع وكالة ناسا، قبل أن تُنقل إلى متحف القوات الجوية الأمريكية في عام 1969.
كانت “إكس بي-70 فالكيري” طائرة مثيرة للإعجاب بتصميمها وسرعتها الفائقة، إلا أن التقدم السريع في تكنولوجيا الدفاع الجوي، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة والتحديات التقنية، أنهى حلم تحويلها إلى قاذفة قتالية فعالة.