العملات المشفرة: هل تصبح البيتكوين حلاً لأزمة الديون الأمريكية المتفاقمة؟
تواجه الولايات المتحدة أزمة ديون غير مسبوقة، حيث تخطى الدين القومي حاجز 35 تريليون دولار للمرة الأولى في تاريخها.
مع تفاقم هذه الأزمة، تصاعدت الدعوات لبحث حلول غير تقليدية، ومنها استخدام العملات المشفرة مثل البيتكوين كوسيلة لتسديد الديون.
هذا الطرح لقي ترحيبًا من بعض الأطراف، ورفضًا من آخرين، نظراً للتقلبات الكبيرة التي يشهدها سوق العملات الرقمية.
في مقابلة حديثة مع قناة FOX Business، أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن استعداده للنظر في استخدام البيتكوين والعملات المشفرة لتسديد الديون الأمريكية.
هذا المقترح ليس بالجديد، ولكنه يكتسب زخماً متزايداً في ظل تصاعد قيمة البيتكوين وتوقعات بعض المستثمرين بوصول قيمته إلى ملايين الدولارات لكل عملة في المستقبل.
أحد المقترحات المثيرة للجدل هو دعوة السيناتورة سينثيا لوميس من ولاية وايومنغ لإنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين.
وتعتقد لوميس أن احتفاظ الحكومة الأمريكية بمخزون كبير من البيتكوين يمكن أن يعزز الدولار الأمريكي ويساهم في سداد الديون دون التأثير سلباً على الاقتصاد. وقد قدمت مشروع قانون بهذا الخصوص خلال مؤتمر البيتكوين لعام 2024.
في المقابل، يواجه هذا المقترح انتقادات واسعة من قبل بعض الخبراء الماليين، مثل رجل الأعمال بيتر شيف، الذي يعتبر أن الاعتماد على البيتكوين لسداد الدين الوطني هو فكرة غير واقعية.
وبرغم ذلك، فإن الاهتمام المتزايد بالعملات المشفرة من قبل السياسيين الأمريكيين، بما فيهم نائب الرئيسة كامالا هاريس، يشير إلى احتمال اتخاذ خطوات أكثر جرأة في هذا الاتجاه.
مع استمرار ارتفاع الديون الفيدرالية وزيادة معدلات الفائدة، تزداد الضغوط على الحكومة الأمريكية لإيجاد حلول عاجلة.
ووفقًا لتوقعات موقع “usdebtclock.org”، قد يصل الدين الفيدرالي إلى 46 تريليون دولار بحلول عام 2028، مما يجعل البحث عن خيارات غير تقليدية أمرًا ضروريًا.
يبقى السؤال حول ما إذا كانت العملات المشفرة مثل البيتكوين قادرة فعلاً على توفير حل لأزمة الديون الأمريكية مفتوحاً.
بين التفاؤل الذي يبديه بعض السياسيين والمستثمرين، والشكوك التي تثيرها المؤسسات المالية التقليدية، يبقى المستقبل مجهولاً، ولكن مؤكد أن الحوار حول هذا الموضوع سيستمر في الأوساط السياسية والاقتصادية.