طالبان تصدر فتاوى تحرّم القتال خارج أفغانستان وتمنح الحكومة صلاحيات واسعة

عقدت حكومة طالبان اجتماعاً موسعاً في العاصمة كابل، بمشاركة نحو ألف عالم دين من مختلف أنحاء أفغانستان، بحضور رئيس الوزراء ملا حسن آخوند وقاضي القضاة عبد الحكيم شرعي، المقرب من زعيم طالبان.
أسفر الاجتماع عن إصدار وثيقة رسمية تتضمن مجموعة من الفتاوى والقرارات التي تحرّم القتال خارج الأراضي الأفغانية، وتلزم الحكومة باتخاذ إجراءات عقابية بحق كل من يشارك في جبهات قتالية خارج البلاد.
وقد جاء انعقاد الاجتماع بأمر مباشر من زعيم طالبان، ملا هبة الله آخوندزاده، في ظل التوترات الإقليمية المحيطة بأفغانستان، ومنح العلماء الحكومة صلاحيات واسعة لتطبيق القرارات بحق المخالفين.
وتتضمن الوثيقة خمس قرارات رئيسية، أبرزها:
منع أي أفغاني من التوجه إلى دول أخرى للقيام بأنشطة عسكرية أو قتالية.
إلزام الحكومة بمنع أي شخص يحاول مغادرة البلاد للقتال خارج الحدود.
الالتزام بعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة أخرى، وهو توجيه شامل يشمل كل من يتواجد على الأراضي الأفغانية.
وجوب الدفاع عن أفغانستان ضد أي اعتداء، مع التركيز على دور العلماء في تقديم الرأي والإرشاد.
حث الجميع على الالتزام بالتوجيهات الدينية في كافة شؤون البلاد.
ويأتي هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه الحدود الأفغانية مع باكستان توترات شديدة منذ أكتوبر الماضي، مع وقوع اشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من الجانبين، وسط اتهامات باكستانية لطالبان بالسماح لعناصر حركة طالبان باكستان باستخدام الأراضي الأفغانية للتخطيط لهجمات.
في المقابل، تنفي طالبان الأفغانية وجود أي مقاتلين أجانب داخل البلاد.
وقد شنت القوات الباكستانية خلال السنوات الأربع الماضية عدة غارات على مناطق داخل الأراضي الأفغانية قرب الحدود، مستهدفة عناصر حركة طالبان باكستان، بينما أكدت أفغانستان أن المستهدفين كانوا من اللاجئين الباكستانيين المقيمين داخل البلاد.
وفي محاولة لتخفيف التوتر، أعلنت طالبان العام الماضي خطة لنقل هؤلاء اللاجئين إلى مناطق بعيدة عن الحدود، إلا أن باكستان اعتبرت تلك الخطوات غير كافية.
وتؤكد الوثيقة الصادرة أن الأمير الشرعي لم يمنح أي إذن لأي أفغاني بالخروج للقتال خارج البلاد، وأن أي مخالفة تُعد “معصية”، مع منح الحكومة الحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين.
وأوضح مسؤول في حكومة طالبان أن هذه القرارات لا تتعلق بالتوترات مع باكستان أو حركة طالبان باكستان، بل تمثل إجماع العلماء على منع الأفغان من المشاركة في نزاعات خارجية.
ويشير مراقبون إلى أن الوثيقة تمثل رسالة تطمين للمجتمع الدولي، تعكس التزام طالبان بعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة، وتشجع على إقامة علاقات بنّاءة بين الدول الإسلامية، وتجنب النزاعات والخلافات، مع رفع مستوى الوعي الشعبي من خلال المنابر الدينية.



